والسر في ذلك: هو أن أصالة الحل لا تثبت كون الحيوان المتخذ منه اللباس من الأنواع التي خلقها الله (تعالى) مأكولة اللحم، بل غاية ما تثبته أصالة الحل هو حلية أكله، ومجرد حلية الاكل لا ينفع في جواز الصلاة في أجزائه ما لم يحرز كونه من الأنواع المحللة، وقد استقصينا الكلام في ذلك في رسالة المشكوك (1).
إذا عرفت ذلك، فنقول: إنه لو سلم كون الشك في بقاء القدر المشترك فيما نحن فيه مسببا عن الشك في حدوث الفرد الباقي وعدمه، إلا أن الترتب في الوجود بين الكلي والفرد إنما هو عقلي، وليس من المجعولات الشرعية، بداهة أن وجود الكلي بوجود الفرد وارتفاعه بارتفاعه إنما يكون عقليا.