أبي عبد الله عليه السلام (1) قال: " صوم شعبان وشهر رمضان متتابعين توبة من الله والله ".
قال في الوافي: التوبة من العبد أن يتوب إلى الله تعالى والتوبة من الله أن يقيم من العبد عبادة مقام توبته فيطهره بها من ذنوبه. وروى في من لا يحضره الفقيه عن المفضل بن عمر عن الصادق عليه السلام (2) قال:
" كان أبي يفصل ما بين شعبان وشهر رمضان بيوم وكان علي بن الحسين عليه السلام يصل ما بينهما ويقول: صوم شهرين متتابعين توبة من الله ".
قال (قدس سره): وقد صامه رسول الله صلى الله عليه وآله ووصله بشهر رمضان وصامه وفصل بينهما، ولم يصمه كله في جميع سنيه إلا أن أكثر صيامه كان فيه.
قال في الوافي بعد نقل ذلك: هذا من ما يدل على أن صيام شعبان ليس من صيام السنة وإنما هو من صيام الترغيب. انتهى.
أقول: الظاهر من أكثر الأخبار أنه كان يحافظ على صيامه كملا وكذا الثلاثة المتقدمة ليكون ذلك مع صوم شهر رمضان صوم الدهر، وكذا أصحابه مثل سلمان وأبي ذر ونحوهما كما وردت به الأخبار التي وصلت إلينا، وهو أعرف بما ذكره وروى في الكافي والفقيه عن عمرو بن خالد عن أبي جعفر عليه السلام (3) قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصوم شعبان وشهر رمضان يصلهما وينهى الناس أن يصلوهما وكأن يقول صلى الله عليه وآله هما شهرا الله تعالى وهما كفارة لما قبلهما ولما بعدهما من الذنوب ".
وروى في الفقيه مرسلا قال قال الصادق عليه السلام (4): " من صام ثلاثة أيام من آخر شعبان ووصلها بشهر رمضان كتب الله له صوم شهرين متتابعين ".
وروى في الكافي عن محمد بن سليمان عن أبيه (5) قال " قلت لأبي عبد الله عليه السلام ما تقول في الرجل يصوم شعبان وشهر رمضان؟ قال هما الشهران اللذان قال الله تعالى: شهرين متتابعين توبة من الله (6) قلت: فلا يفصل بينهما؟ قال إذا أفطر من