فقال البحتري:
وتدين بالبخل حتى خلته * فرضا يدان به الاله ويعبد وقال أبو تمام:
أو يختلف ماء الوصال فماؤنا * عذب تحدر من غمام واحد فقال البحتري:
وأقل ما بيني وبينك اننا * نرمي القبائل عن قبيل واحد وقال أبو تمام:
ثوى بالمشرقين لهم ضجاج * أطار قلوب أهل المغربين فقال البحتري:
غدا غدوة بين المشارق إذ غدا * فبث حريقا في أقاصي المغارب وقال أبو تمام:
حن إلى الموت حتى ظن جاهله * بأنه حن مشتاقا إلى وطن فقال البحتري:
تسرع حتى قال من شهد الوغى * لقاء أعاد أم لقاء حبائب وقال أبو تمام:
شهدت جسيمات العلى وهو غائب * ولو كان أيضا شاهدا كان غائبا فقال البحتري:
نصحتكم لو كان للنصح سامع * لدى شاهد عن موضع الفهم غائب وقال أبو تمام:
فإن أنا لم يحمدك عني صاغرا * عدوك فاعلم انني غير حامد فقال البحتري:
ليواصلنك ذكر شعر سائر * يرويه فيك لحسنه الأعداء وقال أبو تمام:
ونغمة معتفي جدواه أحلى * على أذنيه من نغم السماع فقال البحتري:
نشوان يطرب للسؤال كأنما * غناه ما لك طئ أو معبد وأول من سبق إلى هذا المعنى زهير ثم أخذه الناس فولدوه قال:
تراه إذا ما جئته متهللا * كإنك تعطيه الذي أنت سائله وقال أبو تمام:
ومجربون سقاهم من بأسه * فإذا لقوا فكأنهم أغمار فقال البحتري:
ملك له في كل يوم كريهة * اقدام غر واعتزام مجرب وقال أبو تمام يصف شعره:
منزهة عن السرق المورى * مكرمة عن المعنى المعاد فقال البحتري:
لا يعمل المعنى المكرر * فيه واللفظ المردد وقال أبو تمام:
البيد والعيس والليل التمام (1) معا * ثلاثة أبدا يقرن في قرن فقال البحتري:
اطلبا ثالثا سواي فإني * رابع العيس والدجى والبيد وقال أبو تمام:
تفيض سماحة والمزن مكد * وتقطع والحسام العضب ناب فقال البحتري:
يتوقدون والكواكب مطفاة * ويقطعن والسيوف نواب وقال أبو تمام:
لا تدعون نوح بن عمرو دعوة * للخطب إلا أن يكون جليلا فقال البحتري:
يا أبا جعفر وما أنت بالمدعو * الا لكل امر كبار وقال أبو تمام:
ولقد أردتم مجده وجهدتم * فإذا أبان قد رسا ويلملم فقال البحتري:
ولن ينقل الحساد مجدك بعدما * تمكن رضوى واطمأن متالع وقال أبو تمام:
وتشرف العليا وهل بك (من) مذهب * عنها وأنت على المعالي قيم فقال البحتري:
متقلقل الأحشاء (العزمات) في طلب العلى * حتى يكون على المكارم (المعالي) قيما وقال أبو تمام:
ويلبس أخلاقا كراما كأنها * على العرض من فرط الحصانة أدرع فقال البحتري:
قوم إذا لبسوا الدروع لموقف * لبستهم الاخلاق فيه دروعا وقال أبو تمام:
وقد كان فوت الموت سهلا فرده * اليه الحفاظ المر والخلق الوعر فقال البحتري:
ولو أنه استام الحياة لنفسه * وجد الحياة رخيصة الأسباب وقال أبو تمام:
وما العرب بالتسويف الا كخلة * تسليت عنها حين شط مزارها فقال البحتري:
وكنت وقد أملت مدا لنائل * كطالب جدوى خلة لا تواصل وقال أبو تمام:
همة تنطح النجوم وحظ * آلف للحضيض فهو حضيض فقال البحتري:
متحير يغدو بعزم قائم * في كل نازلة وجد قاعد وقال أبو تمام:
متواطئو عقبيك في طلب العلى * والمجد ثمت تستوي الأقدام