قربت نازحة القلوب من الجوى * وتركت شأو الدمع فيك بعيدا أذكرتنا الملك المضلل في الهوى * والاعشيين وجرولا (وطرفة) ولبيدا حلوا بها عقد النسيب ونمنموا * من وشيه رجزا بها وقصيدا راحت غواني الحي عنك غوانيا * يلبسن نايا تارة وصدودا من كل سابغة الشباب إذا بدت * تركت عميد القريتين عميدا ازرين بالمرد الغطارف بدنا * غيدا ألفتهم لدانا غيدا أحلى الرجال من النساء مواقعا * من كان أشبههم بهن خدودا فاطلب هدوا في التقلقل واستثر * بالعيس من تحت السهاد هجودا من كل معطية على علل (1) السرى * وخدا يبيت النوم منه شريدا طلبت ربيع ربيعة الممهى (2) لها * فتفيأت ظلا لها ممدودا بكريها علويها صعبيها * الحصني شيبانيها الصنديدا ذهليها مريها مطريها (3) * يمنى يديها خالد بن يزيدا نسب كأن عليه من شمس الضحى * نورا ومن فلق الصباح عمودا عريان (4) لا يكبو دليل من عمى * فيه ولا يبغي عليه شهودا شرف على أولى الزمان وانما * خلق المناسب ما يكون جديدا (5) مطر أبوك أبو أهلة وائل * ملأ البسيطة عدة وعديدا ورثوا الأبوة والحظوظ فأصبحوا * جمعوا جدودا في العلى وجدودا فزعوا إلى الحلق المضاعف وارتدوا * فيها حديدا في الشؤون حديدا ومشوا أمام أبي يزيد وحوله * مشيا يهد الراسيات وئيدا ما إن ترى الأحساب بيضا وضحا * إلا بحيث ترى المنايا سودا وإذا رأيت أبا يزيد في ندى * ووغى ومبدئ غارة ومعيدا يقري مرجيه مشاشة ماله * وشبا الأسنة ثغرة ووريدا أيقنت ان من السماح شجاعة * تدمي وان من الشجاعة جودا وإذا سرحت الطرف نحو قبابة * لم تلق الا نعمة وحسودا ومكارما عتق النجار تليدة * ان كان هضب عمايتين تليدا (6) وإذا حللت به أنالك جهده * ووجدت بعد الجهد فيه مزيدا متوقد منه الزمان وربما * كان الزمان بآخرين بليدا أبقى يزيد ومزيد وأبوهما * وأبوك ركنك في الفخار مشيدا سلفوا يرون الذكر عقبا صالحا * ومضوا يعدون الثناء خلودا ان القوافي والمساعي لم تزل * مثل النظام إذا أصاب فريدا هي جوهر نثر فان ألفته * بالشعر صار قلائدا وعقودا في كل معترك وكل إقامة * يأخذن منه ذمة وعهودا فإذا القصائد لم تكن خفراءها (عقلالها) لم ترض منها مشهدا مشهودا من اجل ذلك كانت العرب الأولى * يدعون هذا سؤددا منشودا وتند عندهم العلا الا علا * جعلت لها مرر القصيد قيودا وغضب المعتصم على خالد بن يزيد فأراد نفيه فرغب خالد ان يكون خروجه إلى مكة فأجيب إلى ذلك ثم شفع فيه أحمد بن أبي دؤاد فشفعه واعفاه من الخروج واستقر على حاله فقال أبو تمام يمدحه كما في الديوان من قصيدة:
يا موضع الشدنية الوجناء * ومصارع الادلاج والاسراء أقر السلام معرفا ومحصبا * من خالد المعروف والهيجاء يا سائلي عن خالد وفعاله * رد فاغترف علما بغير رشاء تعلم كم افترعت صدور رماحه * وسيوفه من بلدة عذراء ودعا فاسمع بالأسنة والقنا * صم العدى في صخرة صماء بمجامع الثغرين ما ينفك في * جيش ازب وغارة شعواء قد كان خطب عاثر فأقاله * رأي الخليفة كوكب الخلفاء فخرجت منها كالشهاب ولم تزل * مذ كنت خراجا من العماء أجر ولكن قد نظرت فلم أجد * أجرا يفي بشماتة الأعداء لو سرت لالتقت الضلوع على أسى * كلف قليل السلم للأحشاء ولجذ نوار القريض وقلما * يلفى بقاء الغرس بعد الماء وقال أبو تمام يمدح خالد بن يزيد من ابيات، ويظهر من هذه الأبيات انه قالها لما غضب المعتصم على خالد وأراد نفيه.
في شامتين هو الشري الجني لهم * والصاب والشرق المسموم والجرض مخامري حسد ماضر غيرهم * كأنما هو في أبدانهم مرض لا يهنئ العصبة المحمر أعينها * بثغر اران هذا الحادث العرض أضحى الشجى مستطيلا في حلوقهم * من بعد ما جاذبوه وهو معترض سهم الخليفة في الهيجا إذا استعرت * بالبيض والتفت الأحقاب والغرض ظل من الله أضحى أمس منبسطا * به على الثغر فهو اليوم منقبض لخالد عوض في كل ناحية * منه وليس له من خالد عوض لم تنتقض عروة منه ولا سبب * لكن أمر بني الآمال ينتقض ولما مات خالد بن يزيد رثاه أبو تمام فمن مراثيه فيه وتعزية ولده محمد (7) قوله من قصيدة وبين ما في هبة الأيام منها وما في الديوان اختلاف ففي الهبة منها ما لم يذكر في الديوان وهو البيت الأول والثاني والسابع والثامن والثاني عشر وفي الديوان ما لم يذكر في الهبة لكن يمكن كون ذلك اختصار قال:
ماتت ربيعة لا بل ماتت العرب * وحل بالمكرمات الويل والحرب لم يوحش الله دنياه وساكنها * من خالد وله في خلقه أرب تبقى مساعيك نضرات العهود كما * يبقى نضيرا على علاته الذهب ان يدرك الدهر وترا كان حاقده * فليس يسبق منه الوتر والطلب كنت المجير عليه العاندين إذا * لم ينج دونك من تصريفه الهرب أضحت سماء معد بعد خالدها * محجوبة الشمس حتى تنشر الكتب انعى إلى الجود والمعروف ربهما * ما راح للجود والمعروف مكتسب اليوم مات يزيد حق ميتته * واليوم حل بحيي قومك السلب يا بهجة العيش ما للعيش بعدك من * طعم اليه لذيذ العيش ينتسب قامت عليك رماح الخط نادبة * والتبعية والهندية القضب وكل جرداء في آطالها لحق * وفي البطون على طول الوجى قبب قد كان غاية ما نخشى ونحذره * من الحوادث أن تغتالك النوب