من ذمه من غيرنا عن الذهبي الحارث بن عبد الله الهمداني عن علي وابن مسعود وعنه عمرو بن مرة شيعي لين (اه). وفي شذرات الذهب في حوادث سنة 65 فيها توفي الحارث بن عبد الله الهمداني الكوفي الأعور صاحب علي وابن مسعود وكان متهما بالكذب وحديثه في السنن الأربعة (اه). وقد سمعت قول الذهبي في الميزان على ضعف فيه. وقال أيضا روى مغيرة عن الشعبي حدثني الحارث الأعور وكان كذابا وقال منصور عن إبراهيم ان الحارث اتهم. وروى أبو بكر بن عياش عن مغيرة قال: لم يكن الحارث يصدق عن علي في الحديث. وقال ابن المديني: كذاب. وقال جرير بن عبد الحميد: كان زيفا وقال ابن معين: ضعيف وعن النسائي: ليس بالقوي. وقال الدارقطني: ضعيف وقال ابن عدي عامة ما يرويه غير محفوظ. وعن سفيان كنا نعرف فضل حديث عاصم على حديث الحارث.
حصين عن الشعبي ما كذب على أحد من هذه الأمة ما كذب على علي (1) وقال أيوب كان ابن سيرين يرى أن عامة ما يروي عن علي باطل.
وقال الشعبي: حدثني الحارث وأشهد انه أحد الكذابين. وقال أبو إسحاق: زعم الحارث الأعور وكان كذابا وقال بندار: اخذ يحيى وعبد الرحمن القلم من يدي فضربا على نحو من أربعين حديثا من حديث الحارث عن علي. جرير عن حمزة الزيات: سمع مرة الهمداني من الحارث امرا فأنكره فقال له اقعد حتى اخرج إليك فدخل مرة فاشتمل على سيفه فأحس الحارث بالشر فذهب. وقال ابن حبان كان الحارث غاليا في التشيع واهيا في الحديث (اه). وفي تهذيب التهذيب: قال أبو بكر بن عياش لم يكن الحارث بأرضاهم وقال عبد الرحمن بن علي كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عنه وقال أبو خيثمة كان يحيى بن سعيد يحدث من حديث الحارث ما قال فيه أبو إسحاق سمعت الحارث. وقال الجوزجاني سالت علي بن المديني عن عاصم والحارث فقال مثلك يسال عن ذا. الحارث كذاب وقال أبو زرعة لا يحتج بحديثه وقال أبو حاتم ليس بقوي ولا ممن يحتج بحديثه وقال ابن سعد في الطبقات الكبير كان له قول سوء وهو ضعيف في روايته (اه). وفي منهج المقال عن الذهبي شيعي لين وقال ابن حجر رمي بالرفض وفي حديثه ضعف (اه).
وفي انساب السمعاني: أبو زهير الحارث بن عبد الله الهمداني الخارفي الأعور من أهل الكوفة وقد قيل إنه الحارث بن عبيدة فإن كان فهو تصغير عبد الله كان غاليا في التشيع واهيا في الحديث (اه). وفي العتب الجميل عن المقبلي في كتاب المنار: روى البيهقي عن الحارث عن علي دعاء الاستفتاح لا اله إلا أنت الخ فقال البيهقي ضعيف بالأعور قال المقبلي واصل ذنبه التشيع والاختصاص بعلي كرم الله وجهه (وتلك شكاة ظاهر عنك عارها). قال النووي في أذكاره بعد ذكر هذا الحديث من رواية الحارث انه متفق على ضعفه فاسمع تكذيب هذا الاتفاق لتعلم انها أهواء وكيف يجترئ على حكاية الاتفاق في كتاب وضع لمخ العبادة والأذكار.
قال الذهبي - وهو أشد الناس على الشيعة وأميلهم عن أهل البيت والى المروانية أقرب لا يشك في ذلك من عرف كتبه لا سيما تاريخ الاسلام وكذلك غيره - وهذا لفظه في الميزان، ثم حكى ما تقدم من كلامه، ثم قال:
هذه ألفاظ الذهبي، وحكى توهين امره عمن هو معروف بالميل عن الشيعة ومثل ذلك لا يقبل. وقد صرح به الذهبي وغيره بل كل ناظر منصف إذ لا أعظم من الأهواء التي نشأت عن هذه الاختلافات لا سيما في العقائد.
والنووي من أهل المعرفة في الحديث ومن المتدينة المتورعة بحسب ما عنده لكنه من اسرى التقليد في العقائد فلا يقبل منه قوله في دعوى الاتفاق.
وكيف يتفق على ضعفه بعد قول ابن سيرين علم الزهد والعلم، وتفضيله على من لا يختلف في فضلهم: شريح بن هانئ وعلقمة ومسروق وعبيدة.
ولقد أبقى الذهبي على نفسه في ترجمته الحارث مع نصبه وهذا التطويل لتقيس عليها نظيرها من كلام أهل الجرح والتعديل، فان النووي من خيار المتأخرين وهذا صنيعه، فلو صان نفسه وجرح كيف شاء وترك دعوى الاتفاق. ولكن يأبى الله الا ان يتم اللبس في الدين فلا تقلد في هذا الباب ما دام للتهمة مدخل واقتد بالشارع في رد شهادة ذي الأحسن والأهواء والله العاصم (انتهى كلام المقبلي المحكي في العتب الجميل الذي قال فيه انه نقله لنا بعض ثقات اخواننا) وقال صاحب العتب الجميل بعد ذلك: انما أطلت بما رقمته هنا لكثرة فائدته وما ذكره العسقلاني في تهذيب التهذيب في توثيق الحارث بين ان ما نقله النووي من الاتفاق على ضعف الحارث الأعور سبق قلم أو غفلة والحق انه انما نقم عليه حبه لأخي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولأهل بيته ولزومه لهم وذلك من فضل الله عليه. وما نقله المقبلي عن الذهبي من تكذيب الشعبي للحارث معارض بما نقله عنه العسقلاني من مدحه له وقال في الحاشية على قوله تكذيب الشعبي: روى هذا مغيرة الناصبي فلا يصدق ولا كرامة ثم قال ولو صح التكذيب فهو محتمل لان يكون بمعنى التخطئة أو يكون لمكان المعاصرة واختلاف المذهب ولو وقفنا على اللفظ الذي قالوا إن الشعبي كذب الحارث فيه لرجونا ان نفهم أقرب ما يحسن حمله عليه (اه).
(أقول): ستعرف ان تكذيب الشعبي لا قيمة له ولا يحتاج إلى كل هذه الاعذار وليس تضعيف من ضعفه عنه ولم يحتج بحديثه الا للتشيع وما أودع أصحاب السنن الأربعة حديثه في سننهم وهم يتهمونه بكذب، وتكذيب الشعبي له لا يلتفت اليه فقد بين سببه القرطبي في تفسيره كما سمعت وقال إن تكذيبه ليس بشئ ومع ذلك فقد كذب الشعبي نفسه في هذا وناقضها بقوله السابق شهد عندي ثمانية من التابعين الخير فالخير وعد منهم الحارث الهمداني. وظن الحافظ بن عبد البر انة عوقب بذلك اما انا فلا أشك في أنه عوقب بقوله ذلك في الحارث وتحامله عليه بغير حق ولا غرو ان يكذبه الشعبي فالشعبي صنيعة بني أمية وقاضيهم بالكوفة. قال المرتضى في الفصول المختارة من كتاب المجالس ومن الكتاب المعروف بالعيون والمحاسن كلاهما للمفيد في الفصل الخامس من الجزء الثاني فيما حكاه عن الجاحظ عن شيخه إبراهيم بن سيار النظام أنه قال: روى داود عن الشعبي ان عليا رجع عن قوله في الحرام ثلاثا قال المفيد: ولو لم يحتج في بطلان هذه الرواية الا بإضافتها إلى الشعبي لكفى، وذلك أن الشعبي كان مشهورا بالنصب لعلي ولشيعته وذريته وكان معروفا بالكذب سكيرا خميرا مقامرا عيارا وكان معلم ولد عبد الملك بن مروان وسمير الحجاج وروى إسماعيل بن عيسى العطار قال حدثنا بهلول بن كبير بكير حدثنا أبو حنيفة قال: اتيت الشعبي اسأله عن مسالة فإذا بين يديه شطرنج ونبيذ وهو متوشح بملحفة مصبوغة بعصفر فسألته عن مسالة فقال ما يقول فيها بنو السهاء (استها)، فقلت هذا أيضا