هذه دراهم معي ولست أقدر على أن اشتري لك ما أريد قال أ وليس قلت لك لا تكلف لي مما وراء بابك فهذه مما في بيتك (اه).
وعن كتاب معادن الحكمة وكشف المحجة لابن طاوس كلاهما عن كتاب الرسائل للكليني عن علي بن إبراهيم باسناده في حديث طويل ان أمير المؤمنين عليه السلام دعا كاتبه عبيد الله بن أبي رافع فقال ادخل علي عشرة من ثقاتي فقال سمهم لي يا أمير المؤمنين فسماهم فكان من بينهم الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني (اه). هذه أقوال أصحابنا فيه واما غيرنا فمنهم من مدحه ووثقه ومنهم من ذمه وفسقه.
من مدحه من غيرنا في مرآة الجنان لليافعي في حوادث سنة 65 فيها توفي الحارث بن عبد الله الهمداني الكوفي الأعور الفقيه صاحب علي وابن مسعود وحديثه في السنن الأربعة (اه). وقال الذهبي في الميزان الحارث بن عبد الله الهمداني الأعور من كبار علماء التابعين على ضعف فيه يكنى أبا زهير.
عباس عن ابن معين ليس به باس وكذا قال النسائي عثمان الدارمي سالت يحيى بن معين عن الحارث الأعور فقال ثقة قال ليس يتابع يحيى على هذا.
أبو بكر بن أبي داود كان الحارث الأعور أفقه الناس وأفرض الناس واحسب الناس تعلم الفرائض من علي مات الحارث سنة 65 وحديث الحارث في السنن الأربعة والنسائي مع تعنته في الرجال فقد احتج به وقوى امره. وفي تهذيب التهذيب لم يحتج به النسائي وإنما اخرج له في السنن حديثا واحدا مقرونا بابن ميسرة وآخر في اليوم والليلة متابعة هذا جميع ما له عنده ثم قال في الميزان والجمهور على توهين امره مع روايتهم لحديثه في الأبواب هذا الشعبي يكذبه ثم يروي عنه والظاهر أنه كان يكذب في لهجته وحكاياته واما في الحديث النبوي فلا. وكان من أوعية العلم قال مرة بن خالد أنبأنا محمد بن سيرين قال كان من أصحاب ابن مسعود خمسة يؤخذ عنهم أدركت منهم أربعة وفاتني الحارث فلم أره وكان يفضل عليهم وكان أحسنهم ويختلف في هؤلاء الثلاثة (1) أيهم أفضل علقمة ومسروق وعبيدة (اه). وفي تهذيب التهذيب: قال الدوري عن ابن معين الحارث قد سمع من ابن مسعود وليس به باس وقال أشعث بن سوار عن ابن سيرين أدركت أهل الكوفة وهم يقدمون خمسة من بدأ بالحارث ثنى بعبيدة ومن بدأ بعبيدة ثنى بالحارث وقال علي بن مجاهد عن أبي جناب الكلبي عن الشعبي شهد عندي ثمانية من التابعين الخير فالخير منهم سويد بن غفلة والحارث الهمداني حتى عد ثمانية انهم سمعوا عليا يقول فذكر خبرا. وفي مسند أحمد عن وكيع عن أبيه قال حبيب بن أبي ثابت لأبي إسحاق حين حدث عن الحارث عن علي في الوتر يا أبا إسحاق يساوي حديثك هذا ملء مسجدك ذهبا وقال ابن أبي خيثمة قيل ليحيى يحتج بالحارث فقال ما زال المحدثون يقبلون حديثه وقال ابن عبد البر في كتاب العلم له لما حكى عن إبراهيم انه كذب الحارث (2) أظن الشعبي عوقب بقوله في الحارث كذاب ولم يبن من الحارث كذبة وانما نقم عليه إفراطه في حب علي وقال ابن شاهين في الثقات قال أحمد بن صالح المصري: الحارث الأعور ثقة ما احفظه وما أحسن ما روى عن علي واثنى عليه قيل له فقد قال الشعبي كان يكذب قال لم يكن يكذب في الحديث انما كان كذبه في رأيه وفي تاج العروس منهم اي من بني الحوت بن سبيع الحارث الأعور بن عبد الله بن كعب الفقيه صاحب علي ذكره ابن الكلبي (اه). وفي طبقات ابن سعد بسنده عن أبي إسحاق:
كان يقال ليس بالكوفة أحد أعلم بفريضة من عبيده والحارث الأعور (اه). وسيأتي في اخباره التي رواها ابن سعد ما يناسب المقام وفي تهذيب التهذيب ذكر الحافظ المنذري ان ابن حبان احتج به في صحيحه ولم أر ذلك لابن حبان وانما اخرج عن الحارث بن عبد الله الكوفي وهو رجل آخر (اه). وفي النجوم الزاهرة في حوادث سنة 70 فيها توفي الحارث بن عبد الله بن كعب بن أسد الهمداني الكوفي الأعور رواية علي. وهو من الطبقة الأولى من التابعين من أهل الكوفة وقيل إنه توفي سنة 63 اه. وفي منهج المقال:
قال أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي في تفسيره في باب الفضائل القرآن واسند عن الحارث بن علي وخرجه الترمذي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ستكون فتنة إلى أن قال: خذها إليك يا أعور. ثم قال:
الحارث ثقة رماه الشعبي بالكذب وليس بشئ ولم يتبين من الحارث كذب وانما نقم عليه إفراطه في حب علي وتفضيله على غيره ومن هاهنا والله أعلم كذبه الشعبي لأن الشعبي يذهب إلى تفضيل أبي بكر وانه أول من اسلم. قال أبو عمر بن عبد البر وأظن الشعبي عوقب بقوله في الحارث الهمداني حدثني الحارث وكان أحد الكذابين (اه).
وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج: كان أحد الفقهاء له قول في الفتيا وكان صاحب علي عليه السلام واليه ينسب الشيعة الخطاب الذي خاطبه به في قوله عليه السلام (يا حار همدان من يمت يرني) وهي ابيات مشهورة (اه). والصحيح انه لم يخاطبه بها بل بمضمونها وانها للسيد الحميري.
وفي طبقات القراء للجزري: الحارث بن عبد الله الهمداني الكوفي الأعور قرأ على علي وابن مسعود وقرأ عليه أبو إسحاق السبيعي قال ابن أبي داود:
كان أفقه الناس وأفرض الناس واحسب الناس. قلت: وقد تكلموا فيه وكان شيعيا مات سنة 65 وفي ذيل المذيل للطبري: كان الحارث من مقدمي أصحاب أمير المؤمنين علي عليه السلام في الفقه والعلم بالفرائض والحساب. ثم قال: وكان الحارث من ساكني الكوفة وبها كانت وفاته وكان من شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وروى بسنده ان الحارث قال تعلمت القرآن في سنة والوحي في ثلاث سنين. وقال الذهبي: قال الأعمش عن إبراهيم عن الحارث: تعلمت القرآن في ثلاث سنين والوحي في سنتين. عن علقمة قرأت القرآن في سنتين، فقال الحارث الأعور: القرآن هين، الوحي أشد من ذلك و (كأنه يريد بالوحي الحديث). وفي ذيل المذيل بسنده ان الحسن بن علي كتب إلى الحارث:
انك كنت تسمع من علي عليه السلام شيئا لم اسمعه فبعث اليه بوقر بعير.
هكذا جاء هذا الحديث. وعندنا ان الحسن كان عنده جميع علم أبيه لا يحتاج إلى أن يبعث اليه الحارث بشئ منه الا ان يكون في ذلك حكمة أخرى، أو ان الكاتب الحسن البصري. وبسنده عن الشعبي: تعلمت من الحارث الأعور الفرائض والحساب وكان احسب الناس (اه). وقيل للشعبي: كنت تختلف إلى الحارث، فقال: نعم اختلف اليه أتعلم منه الحساب كان احسب الناس (اه).