على 12 ميلا وكان الميل 3500 ذراع ولعلهم أخطأوا في بعض ذلك والمشهور وان لم يظهر مستنده لكنه كاف في اثبات هذا الموضوع اللغوي العرفي اما قول السمهودي انه اعتبر ما بين عتبة المسجد النبوي ومسجد الشجرة فكان 19732 ذراعا فهذا لا ينطبق على 4000 ولا على المرسلة.
فاعرض لحضرتك (أولا) ان الروايات تقول ان ما بين الشجرة والمدينة ستة أميال ويصح هذا الاطلاق في مثل مقامه باعتبار الدخول في الميل السادس وتقدير السمهودي بحسب مدلول المرسلة يبلغ نحو ثلثي الميل السادس واني لم احتج بمرسلة الخزاز ولكن مرسلة ابن أبي عمير ومرسلة الخزاز ومرسلة الصدوق عن الصادق (ع) متفقة على أن البريد في القصر هو ما بين ظل عير إلى فئ وعير حسب قول جبرائيل (ع) للرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومرسلة الخزاز تقول ان الامام اخبر عن الميل الذي هو جزء من 12 جزءا مما بين عير ووعير الذي هو البريد وميزان القصر بأنه كان كل ميل 3500 ذراعا فاحتمال الخطا ان كان في تجزئة بني أمية لما بين عير ووعير إلى 12 ميلا فهو مدفوع بالتسالم على أن البريد 12 ميلا وان الاعتبارات الكثيرة تساعد المرسلة منها اعتبار السمهودي ومنها اعتبار يلملم فإنه لا ينطبق على بعدها عن مكة 48 ميلا كما هو المحصل من أخبار حاضري المسجد الحرام الا على تقدير المرسلة. وقد رأيت كتابين لبحر العلوم وصاحب كشف الغطاء في تحديد الحرم وذكر الأقوال الكثيرة في تحديده بالأميال والأذرع والكل متفقة على اعتبار الميل 3500 ذراعا فإذا اعتبرنا قول الروايات الناصة على أن ما بين عير إلى وعير هو الميزان الحقيقي الموحي للقصر ومرسلة الخزاز تقول قولها والاعتبارات المنقولة تساعدها فهل يسوع ان لا نلتفت إلى المرسلة والاعتبارات ولا نحقق موضوع الحكم باعتبارنا نستريح إلى مشهور لا مستند له الا شيوع تقدير الميل من زمان اليونان إلى زماننا تبعا لهم بأربعة آلاف ذراع وقد كانت كتابة استشكالي لحضرتك استنهاضا لمساعدتك على اعتبار ما بين عير ووعير (انتهى).
(ونقول) إرادة الدخول في الميل السادس من الستة الأميال مجاز يحتاج إلى القرينة وهي مفقودة.
مراسلة غير علمية وهي وان لم تكن ذات أهمية الا ان ذكرها لا يخلو من فائدة. كتبنا اليه في 26 ذي الحجة سنة 1351 نسأله عن الأمور الآتية:
1 - الشيخ طالب بن عباس البلاغي ذكرتم ان الشيخ محمد طه كان يحدث بكرامة له ذكرها استطرادا في أحوال الشيخ حسين نجف الكبير فان كانت غير موجودة في رجال الشيخ محمد طه أرجو كتابة حاصلها.
2 - قلتم جرت من بعض معاصري الشيخ طالب مساجلة في مدائحه رأيتها في مجموعة فهل يمكن نقل هذه المجموعة أو شئ منها ولو باستئجار كاتب فذلك فضل لكم علي.
3 - والدكم الشيخ حسن ان كنتم تعرفون وفاته وشيئا من أحواله فاكتبوها لنا فأجاب بتاريخ 28 محرم سنة 1352 بما صورته:
بسم الله الرحمن الرحيم وله الحمد وهو المستعان تشرفت بكتابك المؤرخ 26 ذي الحجة 1351 وقد أرجأت الجواب لعلي أحصل على ما أمرت به من استنساخ قصائد المساجلة في مدح الشيخ طالب من بعض أصحابه والى الآن لم أعثر لها على اثر لأني رأيتها منذ أكثر من أربعين سنة ولا أذكر عند من رأيتها.
واما الكرامة التي ذكرها المرحوم الشيخ محمد طه للمرحوم الشيخ طالب فهي غير موجودة في رجاله ولم اظفر برسالته في أحوال الشيخ حسين نجف ولست على ثقة من حفظي لمؤداها لأكتب لحضرتك حاصلها.
والدي المرحوم الشيخ حسن لا أعين عام وفاته وظني انه مضى لذلك فوق الأربعين سنة أو أربعون ونحو ذلك ولا أذكر من أحواله ما له دخل في المقام الا انه من أهل العلم والفضل.
مولاي منذ سنتين شرعت في تفسير للقرآن الكريم وقريبا إن شاء الله يتم طبع الجزء الأول في مطبعة العرفان بنحو 400 صفحة إلى آخر سورة آل عمران والى الآن كتبت في تفسير سورة النساء إلى نهاية الآية السادسة عشرة مع آية الكلالة من آخر السورة جمعا لآيات المواريث وانا الآن مشغول بما لمطلقاتها أو عموماتها من التقييد أو التخصيص الحقيقي كبعض موانع الإرث ومسائل الحبوة وغير ذلك والتقييد الموهوم كمسألة ارث النبي صلى الله عليه وآله وسلم والتعصيب والعول وغير ذلك وأظن ما كتبته من سورة النساء يبلغ في المطبوع نحو ست ملازم والله الموفق وأسألكم الدعاء بالتوفيق والتيسير والتسديد والذي يعيقني عن سرعة السير في التفسير هو ضعف مزاجي بشدة وكثرة الأمراض مع انفرادي بتتبع حديث العامة والتسويد والتبييض والتصحيح وكتابة المكاتيب ومباشرتي لأمور التعيش ذكرت ذلك رجاء لامدادي بالدعاء وإن شاء الله أول ما يتم تغليف الجزء الأول يقدم لحضرتك منه نسخة أرجو الغض عما فيها والله الميسر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. في 28 محرم سنة 1352.
من الأقل محمد جواد البلاغي عفي عنه وكتب الينا بتاريخ 9 شعبان 1352 بما صورته:
إلى حضرة سيدنا ومولانا العلامة الاجل حجة الاسلام دام ظله وادام الله به عز الدين ومجد الشريعة وبهجة العلم بحرمة سيد المرسلين وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين مولاي اما بعد السلام عليكم والاستقصاء في السؤال عن أحوالكم وشريف مزاجكم فاني لا زلت داعيا مشتاقا وقد مضت مدة لم أحظ فيها بمكاتيبك لعدم احرازي انك في شقرا أو في الشام وكنت أحب ان اعرف رأيك في التفسير آلاء الرحمن وهل يعد في التفاسير أو لا وقد وعدت بالأمر ببيعه لأجل نشره والداعي كتبت بان يسلم لحضرتك وأمرك المقدار الذي تأمر به من النسخ واسأل الله أن لا يكون قد صدك عن وعدك سقوط الكتاب من نظرك مولاي أقدمت على كتابته راجيا من الله ان ينبه الأمة من غفلاتها فيكتبوا خيرا منه أ لا ترى ان أهل العلم قد أهملوا ما يعنيهم ويلزمهم في هذا العصر التعيس هذا واهدي وافر السلام إلى كافة من يلوذ بحضرتك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الأقل محمد جواد البلاغي عفي عنه وهذا آخر كتاب كتبه الينا وتوفي بعده بثلاثة عشر يوما رحمه الله وإيانا.
تتميم في باقي مؤلفاته التي فاتنا ذكرها.
(35) ترجمة رسالة في وضوء الامامية وصلاتهم وصومهم ترجمت إلى