فخذ خبر الحب من مقلتي * وعما حوته الحشا لا تسل بنفسي غزالا بذلت العزيز * له وبرد سلامي بخل عجبت لخصرك في ضعفه * بمرتج ردفك كيف استقل وصلت بحزني الضحى بالعشي * لبعدك يا قاطعا ما وصل فعطفا على مدنف ما عدل * لغيرك يا جائرا ما عدل وحرمت وصلي ولا ذنب لي * وحللت عمدا دمي ان يطل إذا كان وصلي بدين الهوى * حراما فقتلي به كيف حل أأيامنا بربوع العراق * سقاك حيا وابل منهمل فهل عائد بك عيش مضى * ودهر تقضى كظل افل ليالي تكرع فيك القلوب * بكأس المسرة نهلا وعل فليت زمانا مضى عائد * بأرض الغري عساه وعل أيا راكبا متن زيافة * تلف أديم الفلا بالرمل انخها إذا ما وردت الغري * فقد نلت أقصى المنى والأمل وحي أحبتنا النازلين * به خير حي به قد نزل وقل قد تركت المعنى بكم * حليف جوى في حشاه اشتعل يظل بذكركم لاهجا * ولم يتخذ عنكم من بدل إذا هب من أرضكم نافح * تذكر تلك الليالي الأول وكتبت اليه بقولي:
يا جيرة بربوع نجد لم تدع * ذكراهم للقلب وقت فراغ حيث الرياض أنيقة بربوعها * والغصن يرقص والطيور تناغي والغيد كالغزلان سانحة بها * بين الرياض تروغ كل مراغ وتهز أغصان القدود وقد حمت * ورد الخدود عقارب الاصداغ قل للجواد المنتمي لبلاغة * ورثت قديما عن أجل بلاغي رب المزايا الغر لست مبالغا * مهما أقل فيه ولست بلاغي وارى لك العهد الوثيق وأنت عن * نهج الاخوة لست بالرواغ لكن حظي للسواد مصاحب * ومجانب لبقية الأصباغ وحظوظ هذا الخلق شتى صبغها * امسى وحظي مثل لون الزاغ يا هل تعود لنا ليال قد مضت * بالانس أذهبها الزمان الباغي أيام نسري موجفين لحضرة * في بابها نجب الوفود رواغي ونزورها شعثا نعوذ بربنا الر * حمن من شيطاننا النزاغ نمضي من العزمات كل مهند * عضب الشبا بدم العدا ولاغ متسربلين بكل داودية * من غير ما نسج ولا افراغ نزجي نجائب كالنعام تكفلت * عفوا لراكبهن بالابلاغ فسقى (الحياخان الحماد) ولا عدا * ارض المصلى ذو رعود راغي وهمى على ارض النحيلة عارض * غدق يعيد العيش في ارفاغ ونعود في سفن تشق صدورها * بمرورها أمواج ماء طاغي يا ساكني النجف المنيف إليكم * شوقي ولست سواكم بالباغي لا تشتهي نفسي خليلا بعدكم * من ذا يقيس الرأس بالأرساغ عيشي كطعم الصاب بعد فراقكم * والماء اشربه بغير مساغ عركتني الأيام بعدكم كما * عرك الأديم بانمل الدباغ كالنون فارق في الهجير الماء أو * كالرأس قد امسى بغير دماغ حاولت اسباغ الكلام بمدحكم * والعين تمنعني عن الاسباغ واليكم عذراء بنت سويعة * تزهو بلفظ كاللجين مصاغ بعض ما دار بيننا وبينه من المباحثات العلمية بالمكاتبة لما اطلع على كتابنا في مناسك الحج المطبوع ارسل الينا ينتقد فيه أمورا:
أقرب المواقيت في الاحرام (الأول) قولنا ان قرن المنازل أقرب المواقيت فقال إن يلملم مساو له في القرب.
فأجبناه بتاريخ 4 جمادى الثانية سنة 1341 بان صاحب معجم البلدان حكى عن القاضي عياض ان قرن المنازل وهو قرن الثعالب بسكون الراء ميقات أهل نجد تلقاء مكة على يوم وليلة وهو قرن أيضا غير مضاف وحكى عن الحسن بن محمد المهلبي أنه قال: قرن قرية بينها وبين مكة واحد وخمسون ميلا وهي ميقات أهل اليمن بينها وبين الطائف ذات اليمين ستة وثلاثون ميلا. وقال إن يلملم موضع على ليلتين من مكة وهو ميقات أهل اليمن. وقال المرزوقي هو جبل من الطائف على ليلتين أو ثلاث (انتهى).
(فأجابنا) بتاريخ 21 جمادي الثانية سنة 1341 بقوله: ان الذي كتبته لحضرتك فيما يتعلق ببعض المسائل من منسكك الشريف لا اسمح بان تسميه - لطفا منك - بالانتقاد وإنما كان ذلك حرصا على الاستيضاح في التحقيق من أمثالك لا من يجعل المذاكرة في العلم مجلسية تنقضي بما لا يحمد ولأجل اطمئناني بلطفك في حسن الظن بالداعي المخلص بادرت إلى تكرار المراجعة استيثاقا من التحقيق بالاستفادة فاذكر كلامك الشريف ثم اعرض ما عندي راجيا من لطفك الإفادة ببيان ما فيه وقد أقنعني الزمان عن حظوة المكالمة بحضرتك بإطالة الكلام في المكاتبة واسال الله ان لا تكون مضايقة لوقتك الشريف وان يجعلها سببا لاستفادتنا بها من فوائدك.
مولاي اما اعتمادك على معجم البلدان في كون قرن المنازل أقرب المواقيت فكان على مثل تحقيقك ان تصرح في المنسك بالبناء على قوله والمصرح بالمساواة ليلملم فيما حضرني من الكتب في ساعتي: المبسوط واللمعة وكشف اللثام والجواهر. والمنقول من الاعتبار شاهد على ذلك والتفاوت المذكور في معجم البلدان غلط فاحش (انتهى).
فلذلك أصلحناه فقلنا إن يلملم لأهل اليمن وقرن المنازل لأهل الطائف على مسافة واحدة أو متقاربان في المسافة بينهما وبين مكة ليلتان بالسير المتوسط وكذلك ذات عرق التي هي آخر العقيق ميقات أهل العراق.
البريد (الثاني) قولنا في كتاب المناسك في تحديد الحرم ان البريد نحو من مسير ست ساعات فاورد علينا ان البريد أقل من ذلك فأجبناه بالتاريخ المتقدم بان ذلك مبني على ما ورد في تحديد المسافة انها بياض يوم وهو تقريبي لا تحقيقي. فأجابنا بالتاريخ المتقدم أيضا بقوله: مولاي كان على مثل كتابتك وهي من مثلك ان تقول مسير نصف بياض يوم للأثقال والقطار فان اليوم في الحجاز مختلف كغيره فأطول الأيام بمكة نحو 13 ساعة و 20 دقيقة وفي المدينة نحو 13 ساعة و 33 دقيقة و 28 ثانية وأقصرها بمكة نحو عشر ساعات و 40 دقيقة وفي المدينة نحو عشر ساعات و 26 دقيقة وتختلف أيضا في سائر الفصول بحسبها وبحسب عرض البلد مع أنه لا بد في العادة في مسير بياض اليوم من النزول لقضاء المهمات في ضياء النهار