ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: حد الساحر ضربة بالسيف فقيل إنه جندب بن كعب وقيل إنه جندب بن زهير قال: وقد اختلف في صحبة جندب بن زهير، وقيل حديثه هذا مرسل وتكلموا فيه من اجل السري بن إسماعيل.
وفي الإصابة: فرق الزبير عن عمد في كتاب الموفقيات بين جندب بن زهير وبين جندب بن كعب قاتل الساحر بن كبشة وكذا فرق بينهما ابن الكلبي وفي الإصابة أيضا: جندب بن زهير بن الحارث بن كثير بن سبع بن مالك الأزدي الغامدي، ويقال: جندب بن عبد الله بن زهير الغامدي. ذكر ابن الكلبي في التفسير عن أبي صالح عن ابن عباس قال: كان جندب بن زهير الغامدي إذا صلى - إلى آخر ما تقدم، وله ذكر في ترجمة عمير بن الحارث الأزدي انه اتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في نفر من قومه منهم جندب بن زهير - الحديث - ثم ذكر من طريق مقاتل عن عكرمة عن ابن عباس قال: قام رجل من الأزد يقال له جندب بن زهير الغامدي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: بأبي وأمي اني لأرجع من عندك فلم تقر عيني بمال ولا ولد حتى ارجع فانظر إليك فانى لي بك في غمار القيامة، فذكر حديثا طويلا في أهوال يوم القيامة. ومقاتل ضعيف. وروى ابن سعد بسند له انه كان مع علي يوم الجمل، وروى خليفة من طريق علي بن زيد عن الحسن ان جندب بن زهير كان مع علي بصفين وكذا ذكره المفضل الغلابي في تاريخه وقال أبو عبيد: كان على الرجالة يومئذ. وذكر ابن دريد في أماليه بسنده عن أبي عبيدة عن يونس قال: كان عبد الله بن الزبير اصطفنا يوم الجمل، فخرج علينا صائح كالمنتصح من أصحاب علي فقال: يا معشر فتيان قريش أحذركم رجلين جندب بن زهير الغامدي والأشتر فلا تقوموا لسيوفهما، اما جندب فرجل ربعة يجر درعه حتى يعفي أثره (انتهى). وفي تاريخ ابن عساكر: جندب بن زهير بن الحارث بن كبير بن جشم الأزدي يقال إن له صحبة، وهو من أهل الكوفة، وكان ممن سيره عثمان من الكوفة إلى دمشق، وشهد مع علي صفين أميرا على الأزد وقتل يومئذ، ثم ذكر خبره المتقدم: إذا صام أو صلى، ثم قال: واتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في رهط من الأزد فكتب لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم: اما بعد فمن اسلم من عائذ فله ما للمسلمين من حرمة ماله ودمه ولا تحشروا لا تعشروا وله ما اسلم عليه من ارض. وقال جندب: لقيني عبد الله بن الزبير وعليه وجه من حديد فطعنته في وجهه فزل السنان عنه، ثم لقيه بعد ذلك عبد الرحمن بن عتاب فطعنه فأرداه كالنخلة السحوق (انتهى). وفي تهذيب التهذيب: جندب الخير الأزدي الغامدي (1) قاتل الساحر، يكنى أبا عبد الله، له صحبة، يقال إنه جندب بن زهير ويقال: جندب بن عبد الله، ويقال: جندب بن كعب بن عبد الله. روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حد الساحر ضربة بالسيف، وعن سلمان الفارسي وعلي. وعنه حارثة بن وهب الصحابي والحسن البصري وعثمان النهدي وعبد الله بن شريك العامري وعدة وفي مطالب السؤول في مناقب آل الرسول لمحمد بن طلحة الشافعي قال نوف البكالي: عرضت لي حاجة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) فاستتبعت اليه جندب بن زهير والربيع بن خثيم وابن أخيه همام بن عبادة بن خثيم فألفيناه حين خرج يؤم المسجد فأفضى ونحن معه إلى نفر قد أفاضوا في الأحدوثات تفكها وهم يلهي بعضهم بعضا فاسرعوا اليه قياما وسلموا عليه فرد التحية ثم قال: من القوم؟ فقالوا أناس من شيعتك يا أمير المؤمنين فقال لهم خيرا ثم قال يا هؤلاء ما لي لا أرى فيكم سمة شيعتنا وحلية أحبتنا فامسك القوم حياء فاقبل عليه جندب والربيع فقالا له: ما سمة شيعتكم يا أمير المؤمنين؟ فسكت فقال همام - الحديث - وذكرناه بتمامه في ترجمة همام. وقال ابن قتيبة في المعارف: روي في الحديث ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال زيد الخير الأجذام وجندب ما جندب فقيل يا رسول الله أتذكر رجلين فقال اما أحدهما فسبقته يده إلى الجنة بثلاثين عاما وأما الآخر فيضرب ضربة يفصل بها بين الحق والباطل فكان أحد الرجلين زيد بن صوحان شهد يوم جلولاء فقطعت يده وقتل مع علي يوم الجمل واما الآخر فهو جندب بن زهير الغامدي (2) ضرب ساحرا كان يلعب بين يدي الوليد بن عقبة فقتله (انتهى).
خبر تسييره وأصحابه إلى الشام قال ابن الأثير في حوادث سنة 33: في هذه السنة سير عثمان نفرا من أهل الكوفة إلى الشام وكان السبب في ذلك ان سعيد بن العاص لما ولاه عثمان الكوفة حين شهد على الوليد بشرب الخمر امره ان يسير الوليد اليه، فقدم سعيد الكوفة وسير الوليد وغسل المنبر، فنهاه رجال من بني أمية كانوا قد خرجوا معه عن ذلك، فلم يجبهم، فبينما سعيد يتحدث مع جلسائه قال حبيش (خنيس) ابن فلان الأسدي: ما أجود طلحة بن عبيد الله! فقال سعيد ان من له مثل النشاستج (3) لحقيق ان يكون جوادا والله لو أن لي مثله لأعاشكم الله به عيشا رغدا. فقال عبد الرحمن بن حبيش وهو حدث:
والله لوددت هذا الملطاط لك - يعني لسعيد - وهو ما كان للأكاسرة على جانب الفرات الذي يلي الكوفة، فقالوا: فض الله فاك، والله لقد هممنا بك، فقال أبوه: غلام فلا تجاوزوه فقالوا: يتمنى له سوادنا؟ قال:
ويتمنى لكم اضعافه فقاربه الأشتر وجندب وذكر معهما جماعة، ولا يدري من هو جندب هذا، أ هو جندب بن كعب الأزدي أو جندب بن زهير الغامدي، فكلاهما كانا حاضرين في تلك الواقعة بدليل انهما كانا ممن سيرهم سعيد كما سيأتي - فأخذوه، فثار أبوه ليمنع عنه فضربوهما حتى غشي عليهما وجعل سعيد يناشدهم ويأبون حتى قضوا منهما وطرا.
فسمع بذلك بنو أسد فجاءوا وفيهم طلحة فأحاطوا بالقصر وركبت القبائل فعادوا بسعيد، فخرج سعيد إلى الناس فقال: أيها الناس قوم تنازعوا وقد رزق الله العافية فردهم فتراجعوا وأفاق الرجلان فقالا قاتلنا غاشيتك، فقال: لا يغشوني ابدا فكفا ألسنتكما ولا تحزبا الناس ففعلا وقعد أولئك النفر في بيوتهم وأقبلوا يقعون في عثمان. وقيل بل كان السبب في ذلك أنه كان يسمر عند سعيد بن العاص وجوه أهل الكوفة فقال سعيد:
انما هذا السواد بستان قريش فقال الأشتر: أ تزعم أن السواد الذي أفاءه الله علينا بأسيافنا بستان لك ولقومك وتكلم القوم معه، فقال عبد الرحمن الأسدي - وكان على شرطة سعيد - أتردون على مقالته وأغلظ لهم فقال الأشتر لا يفوتنكم الرجل فوثبوا عليه فوطئوه وطء شديدا حتى غشي عليه ثم جروا برجله فنضح بماء فأفاق، فقال قتلني من انتخبت، فقال: والله