تعالى: " كلوا منها " على معنى إرادة أكل الناسك ومن يهدي إليه من أصدقائه وجيرانه، إذ من المعلوم عدم إرادة أكل الناسك الثلث بتمامه؟، ضرورة تعذره غالبا، مضافا إلى ما سمعته في خبر أبي الصباح وصحيح سيف (1) وإلى حسن معاوية (2) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: " أمر رسول الله صلى الله عليه وآله حين نحر أن يؤخذ من كل بدنة جذوة من لحمها ثم تطرح في برمة ثم تطبخ، وأكل رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام منها وحسيا من مرقها " وخبره (3) الآخر عنه، أيضا " حج رسول الله صلى الله عليه وآله وساق مائة فنحر منها ستا وستين، ونحر علي عليه السلام أربعا وثلاثين بدنة، وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله أن يؤخذ من كل بدنة منها جذوة من لحم ثم يطرح في برمة ثم يطبخ فأكل رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام منها وحسيا من مرقها " الحديث. وما رواه الشيح عن صفوان وابن أبي عمير وجميل بن دراج وحماد بن عيسى وجماعة (4) عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليه السلام " قالا: إن رسول الله أمر أن يؤخذ من كل بدنة بضعة، فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وآله فطبخت وأكل هو وعلي عليه السلام وحسوا المرق، وقد كان النبي صلى الله عليه وآله أشركه في هديه ".
وعلى كل حال فما عن السرائر من أنه يأكل ولو قليلا، ويتصدق على القانع والمعتر ولو قليلا، ولم يذكر الاهداء بل خصه بالأضحية اقتصارا على منطوق الآيتين لاغفالهما الاهداء حينئذ، واتحاد مضمونهما إلا في المتصدق عليه واضح الضعف بعد ما سمعته من النص الذي لا ينافيه إطلاق الآيتين