مفت، واكد الثوري لزوم الأخذ عنه بقوله: عليكم به. وكان شعبة يثني عليه، وكان العلماء يزدحمون على مجلسه يسألونه جثاة على ركبهم!! ومع ذلك: يصفه البعض بضعف الحديث، ولين الحديث، واضطراب الحديث، وسوء الحفظ، وكثرة الخطا؟!!. مع أن سوء الحفظ وكثرة الخطا ينافيان الحفظ، فهل هذا الا تناقض؟ ويأمر زائدة بترك حديثه ولم يبين السبب، ويسئ بعضهم الرأي فيه!... ومن يكون بالصفات المتقدمة من الصدق والحفظ لا ينبغي إساءة الرأي فيه!!. أما التدليس المنسوب اليه بروايته عمن لم يره، فان صح لم يوجب القدح فيه، فقد وقع مثله كثيرا لمن عدوه من أجلاء الرواة - كما يظهر بالتتبع -. وقد قال ابن حجر في التقريب في حبيب بن أبي ثابت قيس: انه ثقة ثقة جليل وكان كثير الارسال والتدليس. وهو بعينه الارسال الذي يقع من الرواة كثيرا.
ويظهر من كلام العجلي انه ليس فيه ما يعاب الا التدليس بروايته عمن لم يره. ولذلك قال الذهبي ان هذا القول - أي تركهم له - فيه مجازفة، وأكثر ما نقم عليه التدليس. مع أنه يظهر مما حكوه عنه انه إذا قيل له حدثك، يقول: لا تقولوا هذا الخ... انه نفى عن نفسه التدليس بنفي الحديث!!. أما ما رووه عنه من أنه لا تتم مروءة الرجل حتى يترك الصلاة في الجماعة، وانه كان لا يحضر الجماعة معتذرا بأنه يزاحمه الحمالون والبقالون: فلا يقبل عقل ان يصدر عن مثله، وهو يناقض وصفه بالفقه والإفتاء ولو صح لأمكن حمله على الصلاة خلف الفجرة والفساق عملا بجواز الصلاة خلف البر والفاجر المنافي لقول أئمة أهل البيت عليهم السلام (صل خلف من تثق بدينه وأمانته) ويمكن ان يكون تركه الجماعة لذلك مظهرا الاعتذار بمزاحمة الحمالين والبقالين لعدم تمكنه من بيان العذر الحقيقي. واما رمي الأصمعي له بالرشوة فمتى كان الأصمعي ممن يقبل قوله في الرواة جرحا وتعديلا خصوصا ان كانوا من اتباع أهل البيت المعلوم انحرافه عنهم، ولذلك لم ينقله ابن حجر واقتصر نقله على الذهبي، مع أن الذهبي أيضا لم يعتن به ولذلك قال أكثر ما نقم عليه التدليس. وكذلك العجلي نفى ان يكون فيه ما يعاب غير التدليس، ولو صح عنده ما قاله الأصمعي لكان أعظم من التدليس، وأما الاستشهاد لذلك بقول عبد الله بن إدريس انه كان يراه أولا يفلي ثيابه لفقره، ولما قدم بعد خروجه إلى المهدي قدم معه أربعون راحلة معها أحمالها. فعبد الله بن إدريس يظهر تحامله عليه من قول البزار لا اعلم أحدا لم يرو عنه الا عبد الله بن إدريس. وإذا كان ذهب إلى المهدي فقيرا وعاد من عنده بأربعين راحلة محملة من عطاياه وجوائزه ومن رزقه من بيت المال على القضاء، فأي عيب عليه في ذلك؟ وهل كان العلماء والقضاء الذي يتصلون بهم لنيل بركتهم والاخذ من دينهم وتقواهم حتى يكون هو كذلك؟... وأما عيبهم له بالتيه والاعجاب بنفسه واستشهادهم لذلك بأنه كان يقول أهلكني حب الشرف فهذا القول يدل على أنه كان يمقت التيه ويوبخ نفسه عليه ان وقع منه وجلوسه دون الصدر يدل على تواضعه. وقوله انا صدر حيث كنت بيان للواقع وبيان لأن الرجل الشريف لا يعيبه الجلوس دون رتبته، فهو إلى المدح أقرب إلى القدح!!. فهذه الأقوال في ذمه - بعد أن كانت مناقضة للأقوال في مدحه - لا ينبغي الاصغاء إليها، ولكن أصحابنا لم يوثقوه ولم يقدحوا فيه لكونه مجهول الحال عندهم والله أعلم بحقيقة امره.
مشايخه في تهذيب التهذيب: روى عن الشعبي حديثا واحدا وعن عطاء بن أبي رباح وجبلة بن سحيم وزيد بن جبير الطائي وعمرو بن شعيب وسماك بن حرب ونافع مولى ابن عمر وأبي إسحاق السبيعي وأبي الزبير والزهري ومكحول - وقيل لم يسمع منهما - ويحيى بن أبي كثير ولم يسمع منه وجماعة اه. وذكر في خلاصة تذهيب الكمال انه يروي عن عكرمة وفي تاريخ بغداد سمع عطاء بن أبي رباح وجماعة من بعده.
تلاميذه في تهذيب التهذيب: عنه شعبة (بن الحجاج) وهشيم (بن بشير) وابن نمير والحمادان والثوري وحفص بن غياث وغندر وأبو معاوية ويزيد بن هارون وعدة. وروى عنه منصور بن المعتمر وهو من شيوخه ومحمد بن إسحاق وقيس بن سعد المكي وهما من أقرانه وغيرهم، وزاد في تاريخ بغداد فيمن روى عنه عبد الله بن المبارك، وزاد في ميزان الاعتدال فيمن روى عنه عبد الرزاق.
الحجاج بن بدر التميمي السعدي.
استشهد مع الحسين عليه السلام سنة 61.
في ابصار العين كان الحجاج بصريا من بني سعد بن تميم جاء بكتاب مسعود بن عمرو إلى الحسين عليه السلام فبقي معه وقتل بين يديه فان أهل السير ذكروا ان الحسين عليه السلام كتب إلى مسعود بن عمرو الأزدي يدعوه إلى نصره. والسيد ابن طاوس في الملهوف قال إنه كتب إلى يزيد بن مسعود النهشلي فجمع المذكور قومه وخطبهم ثم كتب إلى الحسين عليه السلام قال بعض أهل المقاتل مع الحجاج بن بدر السعدي وبقي الحجاج معه حتى قتل بين يديه. قال صاحب الحدائق الوردية قتل مبارزة بعد الظهر. وقال غيره قتل في الحملة الأولى قبل الظهر. هذه خلاصة ما في ابصار العين. وفي كتاب لبعض المعاصرين لا يعتمد على ضبطه سماه الحجاج بن زيد السعدي التميمي البصري وقال حمل كتاب يزيد بن مسعود النهشلي من البصرة إلى الحسين عليه السلام وبقي معه حتى استشهد بين يديه وله ذكر في زيارة الناحية المقدسة اه.
حجاج بن حرة الكندي مولاهم الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام كما عن بعض النسخ. وعن بعضها حجاج بن حمزة. وفي لسان الميزان حجاج بن حمزة الكندي الكوفي ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال: روى عنه إبراهيم بن سليمان اه. ورواية إبراهيم بن سليمان عنه لا توجد في كلام الشيخ، وانما الذي روى عنه إبراهيم بن سليمان هو حجاج بن الآتي. والظاهر أن نسخة الفهرست التي كانت عنده ناقصة فاخذ رواية إبراهيم بن سليمان من ترجمته وألحقها بترجمة أخرى، ويدل عليه انه لا ذكر لحجاج بن دينار في لسان الميزان.
حجاج بن خالد بن حجاج عنه أحمد بن محمد بن عيسى في التهذيب في باب الصيد والزكاة.
حجاج بن دينار الواسطي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر عليه السلام، وقال النجاشي حجاج بن دينار له كتاب، وفي الفهرست حجاج بن دينار له