عليهم أبد الآبدين، صلاة لا منتهى لها، ولا أمد دون رضاك، آمين، آمين رب العالمين] (48).
وقد حثت الأخبار الكثيرة على مداومة الصلاة على محمد وآل محمد لما فيها من انعكاس العلاقة الشديد، وحصول السنخية بينه وبين أوليائه المقربين، والارتباط الوثيق بشخصيات أهل بيت النبوة، وذلك انطلاقا مما يعيشه الإنسان الذاكر من استحضاره، وأنسه بواسطة الخير والفضل، والتعرض للرحمة وبالتوجه إلى منبع الخير وواسطة إفاضة الفيض، واستدرار للبركة، وكل ما يصدر من المبدأ الذي يقتضيه هذا الذكر الطاهر، والعبادة العظيمة، فالعبد بمداومته على الصلوات يتعرض إلى المحاولة المستمرة مع النفس للوصول إلى القرب من باب الرحمة، والقابلية والوقوف في ساحة بحر جوده تعالى وكرمه الذي يؤهله أن ينصبغ بصبغته، وتقرب سنخيته إلى أسباب الخير ووسائل الفضل.
ومما اهتديت إليه من الحكمة في حث الأئمة عليهم الصلاة والسلام على مداومة العبد لهذه العبادة أي الصلاة على محمد وآل محمد فكريا أو عقليا أو نفسيا أو عمليا أو لفظيا أن العبد قل أن يكون خاليا من المعاصي الدائمة الحقيقية منها أو النسبية بما يشمل الأولياء فينبغي أن يكون على عبادة بنحو ذلك أيضا، وليس هناك عبادة أفضل من الصلوات يكون عليها كذلك أي يكون على عبادة دائمية بحيث يناسب تكفير تلك المعصية أو دفعها أو رفعها فإن للصلوات آثار تستمطر سحائب الجود الطاهر والكرم الإلهي والنوال الرباني وتستجلب التأثيرات العجيبة والاستعدادات الغير المتناهية.
ولعل من هنا ورد التأكيد على المداومة في عمل صالح مهما كان نوعه وحجمه ففي نهج البلاغة قال عليه الصلاة والسلام: [قليل تدوم عليه أرجى من كثير مملول منه].
وقال: [قليل مدوم عليه خير من كثير مملول منه]. حكمة رقم: 278 و 444.
وفي الكافي عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: [أحب الأعمال إلى الله عز وجل ما داوم عليه العبد وإن قل].