الله وصالحي المؤمنين استنزالا لما يناسبه من النفع والرحمة بواسطة من شابهه في مقام الفيض والخير، لذا ترى الكثير من ذلك في أدعية أهل البيت عليهم الصلاة والسلام.
والتي هي في الحقيقة مدرسة لنا وتعليم إلينا بل تجد في الأخبار والروايات الواردة عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم عن العامة والخاصة الصلاة والسلام عند ذكر الأنبياء والمرسلين تفصيلا مطولا بعبارات مختلفة.
ففي فلاح السائل ومن المهمات الدعاء عقيب الصلوات الخمس المفروضات بما كانت الزهراء فاطمة سيده نساء العالمين تدعو به فمن ذلك دعاؤها عقيب فريضة الظهر [اللهم صل على محمد خاتم النبيين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وعلى الملائكة أجمعين وعلى آله الطيبين الطاهرين..] (119).
وفي دعاء آخر: [اللهم صل على محمد وآل محمد وصل على ملائكتك المقربين، وأولي العزم من المرسلين، والأنبياء المنتجبين والأئمة الراشدين من أولهم وآخرهم] (120).
ولا يستهان في الصلاة عليهم ففيها من قضاء الحوائج واستنزال النفع والخير وغيرها ما لم تكن في غيرها لخصوصية كل نبي بخصائص تجدها في الأحاديث الشريفة وقال الحافظ أبو موسى المديني: وبلغني بإسناد عن بعض السلف، أنه رأى آدم في المنام كأنه يشكوا قلة صلاة بنيه عليه صلى الله عليه وسلم وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وإن كان أقل ما يقال عند ذكر نبي هو السلام كما في ذكر الله لهم في سورة الصافات، والأحاديث في ذلك كثيرة ولم نجد عند ذكرهم إلا السلام، وإن كان السلام بالمعنى العام يشمل الصلاة.
وأما الصلاة على الملائكة فإنه يفهم جوازه من عدة أحاديث وقد يستدل على استحباب الملائكة ما روى العامة من حديث أبي هريرة المتقدم وفيه: [صلوا على أنبياء الله ورسله فإن الله تعالى بعثهم كما بعثني] فقوله: [ورسله]، يصدق على الملائكة