قال تعالى في نفس السورة: {وإن لوطا لمن المرسلين * إذ نجيناه وأهله أجمعين * إلا عجوزا في الغابرين * ثم دمرنا الآخرين * وإنكم لتمرون عليهم مصبحين * وبالليل أفلا تعقلون * وإن يونس لمن المرسلين} إلى آخر الآيات الكريمة ولم يسلم عليهما على انفراد بل جمعهم في قوله {وسلام على المرسلين}.
وإن قيل: هل هناك مناسبة من ذكر {سلام على إل ياسين} في سياق الآيات التي تتعلق ب (إلياس).
قلنا: نعم أنها قد تعني السلام على (إلياس) كما تعني (آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم) فإن الأنبياء كلهم على ملة واحدة، وعلى دين واحد، ويمكن حينئذ أن يقال أن الضمير في قوله تعالى: {إنه من عبادنا المؤمنين} راجعا إلى (إلياس) فإنه من (آل ياسين) أي (آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم)، كما ويكون راجعا إلى (ياسين) أي محمد صلى الله عليه وآله وسلم على البدل فالمرجع واحد على كل حال.
وفي الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: قال عبد العزيز بن أبي رواد: إن إلياس والخضر عليهما السلام يصومان شهر رمضان في كل عام ببيت المقدس يوافيان الموسم... وذكر ابن أبي الدنيا... من طريق مكحول عن أنس قال: [غزونا مع رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم حتى إذا كنا بفج الناقة عند الحجر، إذا نحن بصوت يقول: اللهم اجعلني من أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) المرحومة، المغفور لها المتوب عليها، المستجاب لها، فقال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يا أنس انظر ما هذا الصوت فدخلت الجبل فإذا أنا برجل أبيض اللحية والرأس عليه ثياب بيض... فلما نظر إلي قال:
أنت رسول الله؟
قلت نعم، قال: ارجع إليه فاقرأه مني السلام وقل له: هذا أخوك إلياس يريد لقاؤك، فجاء النبي صلى الله عليه (و آله) وسلم وأنا معه.. (14)].