والحقيقة، وعليه يقتضي أن تكون الصلاة عليه وآله حاكية عن الواقع ونفس الأمر لأفضليتهم.
وثانيا: يقال بناء على هذا الجواب أنه يجب تغيير صيغة الصلاة الإبراهيمية بعد علمه صلى الله عليه وآله وسلم كما يقول ابن حجر (الجاهل في مقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم) في حين نرى أنه لم يغير نظم الصلاة التي علمها أمته، ولا أبدلها بغيرها، ولا روي عنه أحد خلافها، فهذا من أفسد جواب يكون، ولو سكت قائل هذا الجواب لكان أولى به وخيرا له.
الجواب الثالث: أن التشبيه أيضا كالثاني لأن هذا السؤال في (الصلاة الإبراهيمية) شرعه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليتخذه الله خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا عليه السلام، وأن يجعل الله تعالى له لسان صدق في الآخرين كما جعل لإبراهيم عليه السلام مضافا إلى ما حصل له صلى الله عليه وآله وسلم من المحبة، وقد أجابه الله تعالى إلى ذلك كما روي عن العامة وخاصة قوله صلى الله عليه وآله وسلم: [ألا وإن صاحبكم خليل الرحمن] [141]، يعني بقوله [صاحبكم]: نفسه، وقال: [ولكن صاحبكم خليل الله وحبيب الله] [142].
وهذا الجواب أيضا كالسابق فإن مضمونه أنه بعد أن اتخذه الله خليلا لا تشرع الصلاة عليه على هذا الوجه، وينبغي تغيير صيغة الصلاة.
على أنه يقال: أن الله اتخذ نبينا صلى الله عليه وآله وسلم خليله وحبيبه. وصفة الخلة وغيرها له وهي من لوازم نوره المقدس الذي هو النور الأول والمخلوق الكامل.
بل ارتقى إبراهيم إلى مقام الخلة بسبب كثرة صلاته على محمد وآل محمد واستجلابه القرب بالتوسل والتشبه بهم فعن عبد العظيم الحسني قال سمعت علي بن محمد العسكري عليه الصلاة والسلام يقول: [إنما اتخذ الله عز وجل إبراهيم خليلا لكثرة صلاته على محمد وأهل بيته صلوات الله عليه وآله] (143)، وقد ذكرنا معنى هذا الحديث في المطلب التاسع: [الأنبياء والصلاة على محمد وآل محمد] من البحث الثاني فراجع.