المورد الرابع والخامس:
[استحباب الصلوات عند الوضوء والفراغ منه] إن الصلاة على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وعلى آله عليهم الصلاة والسلام لها جوانب غيبية وآثار معنوية فإذا كانت الصدقة تطهر النفس من البخل والحرص كما قال تعالى: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها} [التوبة: 103]، فإن الصلاة على محمد وآله لها أعظم منها من آثار نفسية وبصمات وضعية ومنها الطهارة المعنوية وقد مر تفصيل الطهارة في الأبحاث السابقة فراجع، وفي [مستدرك الحاكم]، ج: 4 / 114، عن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم: [أيما رجل لم يكن عنده صدقة، فليقل في دعائه: اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وعلى المؤمنين والمؤمنات...
فإنها له زكاة...]. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه [1].
لقد تعبدنا الله تعالى بأفعال خاصة تكون سببا للطهارة والحالة التي تبيح لنا أن نقف بين يدي الله عز وجل في الصلاة المكتوبة وإن الصلوات لها تلك الطهارة النفسية والتهيؤ الروحي لتلقي ذلك الأثر النوراني على ساحة النفس وعالم العقل، والتوضؤ هي مقدمة للعبادة وباب لساحة رب العالمين وأحب الله تعالى أن يلج الساحة من بابها في مقام المعنى، وجعل ذلك لمن تلبس بآثار الصلوات، وقد ورد استحباب ذلك عند الوضوء عن الخاصة، وبعد الفراغ منه عن الفريقين.
وعن العامة ما رواه أبو الشيخ في (الثواب وفضائل الأعمال) عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم: [إذا فرغ أحدكم من طهوره فليقل : أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، ثم ليصل علي، فإذا قال ذلك فتحت له أبواب الرحمة].
وفي حديث آخر كما في القول البديع: [إذا تطهر أحدكم فليذكر اسم الله فإنه يطهر جسده كله، وإن لم يذكر أحدكم اسم الله على طهوره لم يطهر منه إلا ما مر عليه الماء