عليه وعلى آله مجددا عهد الله بإعادة كلمتي الشهادة متعرضا بها لتأسيس مراتب العبادة فإنها أول الوسائل وأساس الفواصل مترقبا لإجابته صلى الله عليه وآله وسلم بصلاتك عشرا من صلواته إذا قسمت بحقيقة صلاتك عليه التي لو وصل إليك واحد منها أفلحت أبدا.
ولا تغفل عما أشير إليه من أمر الصلاة عليه وعلى آله وهي أمور منها أن صلاتك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من قبيل صلاتك لله كما يفهم ذلك من قوله عليه السلام:
[فأوصل صلاته بصلاته..]، وهذا كذلك لأن الصلاة خدمة وعبودية وميل ورغبة من العبد إلى الله وذلك بالنسبة إلى الله إنما هو بالصلاة وهكذا صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم خدمة وتواضع وميل ورغبة إلى حضرة إلى حضرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصورة ذلك كله واحدة إنما هو بالصلاة المسنونة له من الله تعالى.
ومنها: لزوم وصل صلاته بصلاة الله وطاعته بطاعته لأنه بعد الله جل جلاله ولي نعم الله على عباده وواسطة فيضه الأقدس وخليفة الله وجنب الله وبابه ووجهه الذي يتوجه إليه الأولياء وبعده خلفائه المعصومون: أمير المؤمنين والأحد عشر من أولاده وأمهم فاطمة الزهراء عليها السلام.
ومنها: أن في معرفة حرمته صلى الله عليه وآله وسلم بركات وفوائد وأن من لم يعرفه فاتته آثار صلاته فوائدها فإن معرفتهم عليهم الصلاة والسلام، وتفكر في معرفة الصلوات لتكون عالما بما تدعوه وتطلبه من الله لهم ووفق بين قلبك ولسانك في ذلك ليقع عن عناية ومعرفة لا عن جهل ومجرد لقلقة اللسان.
وقال بعض العرفاء في هذا المقام: [ومن الآداب المهمة للتشهد والسلام الذي هو خاتمة الصلاة معرفة حرمة الرسول الأكرم الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم فلابد للعبد السالك تفهيم القلب أنه لولا الكشف التام المحمدي لم يكن لأحد الطريق إلى مقام عبودية الحق والوصول إلى مقام القرب ومعراج المعرفة فكما أنه صلى الله عليه وآله