فالتفت عيسى عليه السلام فقال تدعو ربك وفي قلبك شك من نبيه؟ فقال يا روح الله وكلمته قد كان والله ما قلت فاسأل الله أن يذهب به عني فدعا له عيسى عليه السلام فتقبل الله منه وصار في حد أهل بيته، كذلك نحن أهل البيت لا يقبل الله عمل عبد وهو يشك فينا] (224).
وقال أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام في جواب الزنديق المدعي للتناقض في القرآن في جملة كلام له عليه السلام: [فلذلك لا تنفع الصلاة والصدقة إلا مع الاهتداء إلى سبيل النجاة وطريق الحق] (245).
وهذه السبيل خص الله تعالى بها أهل بيت النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لبقاء الدين بهم وتضحيتهم له وقد نص النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم على ذلك بحديث الثقلين المتواتر، وحديث السفينة، والمنزلة، وحديث الكساء، وحديث المباهلة وغيرها.
أجل لقد حظوا بهذه المنزلة دون ذراري الأنبياء والمرسلين؟ فأصحبت الصلاة عليهم شرطا وجزءا لازما في صحة الصلاة الواجبة التي هي [عمود الدين إن قبلت قبل ما سواها، وإن ردت رد ما سواها] لتصبح الصلاة عليهم شرطا في قبول الأعمال كلها كما ذهب إلى ذلك الإمام الشافعي وغيره.
وينبغي هنا أن نوضح معنى قبول العبادة وعدمه بالصلوات. إن عدم القبول يستفاد منه في عرف الشرع أمران أحدهما عدم الإجزاء كقول الفقهاء: [لا صلاة بلا طهور] أي باطلة وغير مقبولة، والأمر الآخر: عدم ترتب الثواب، كقولنا: [أن الصلاة المقصود بها الرياء غير مقبولة]، بمعنى سقوط الثواب.
ونشير هنا أن العلم بقبول العمل مما استأثر به الله تعالى إلا أن هناك ما يمكن أن نستدل به من العلامات على وقوع العمل وقوع القبول والجزاء عليه كالإخلاص والتقوى في مقام صفة العامل قال تعالى: {إنما يتقبل الله من المتقين} [المائدة: 27]، وكصفات