لك؟ قال: أنت إذا، ثم أتاه من الغد فقال: يا رسول الله إني جعلت دعائي كله لك؟
فقال: إن كنت فعلت كفاك الله مؤنة الدنيا والآخرة. وإن جعفر عليه السلام قال أتدرون كيف جعل دعاءه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ إنما قال: [اللهم صل على محمد وأهل بيته وافعل بي] كلما أراد أن يدعو لنفسه بدأ بالصلاة على محمد وآل محمد ثم دعا لنفسه (222).
وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: [لا تدع بدعاء إلا أن تقول في أوله: (صل على محمد وآل محمد)، وافعل بي كذا وكذا، وكان عليه السلام يفعل كذلك فقيل له في ذلك؟ فقال: الدعاء مع الصلاة مقرون بالإجابة والله تعالى يستحي أن يسأل عنه العبد حاجتين يجيب إحداهما ويرد الأخرى] (223).
الوجه الخامس: أن يختم بها فقط كما في أدعية القنوت وروى أحمد وأهل السنن:
أبو داود، وترمذي، وابن خزيمة وابن حبان والحاكم والنسائي من حديث أبي الحوراء عن الحسن بن علي رضي الله عنهما وننقله عن الأخير، قال علمني رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم كلمات أقولهن في الوتر [اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضي عليك وإنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت وصلى الله على محمد].
أقول: ذكرنا من طرقهم في المورد الحادي عشر [الصلوات في القنوت] من المطلب الخامس أن هذا الدعاء وارد عن الإمام السبط الحسن بن الإمام علي عليهما الصلاة والسلام بالصلاة الكاملة المتضمنة آل محمد عليهم الصلاة والسلام فراجع.
الوجه السادس: أن يكون أكثر دعاءه الصلاة على محمد وآل محمد وقد يبلغ بالداعي أن ينسي حاجته لكثرة أنسه بهذه العبادة وقد ورد عن الفريقين أن ذلك يوجب قضاء الحاجة ففي مجمع الزوائد: وعن أبي بن كعب قال: [قال رجل يا رسول الله أرأيت إن