عطف عليه أي إن الله يصلي وملائكته يصلون {يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه}، أي عظموا شأنه عاطفين عليه فإنكم أولى بذلك.
وظاهر سوق الآية أنه لإيجاب اقتدائنا به تعالى فيناسب اتحاد المعنى مع اتحاد اللفظ، وقراءة ابن مسعود: [صلوا عليه كما صلى عليه]، وكذا قراءة الحسن:
[فصلوا عليه]، أظهر فيما ذكر من الإقتداء بالله وملائكته بتعظيم النبي وآله كما عز وجل قال:
{فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون} [الأعراف: 157]، فيبعد حينئذ تفسير {صلوا عليه} ب [قولوا: اللهم صل على النبي وآله] أو نحوه.
ومن فسره بذلك أراد أن المراد بالتعظيم المأمور به ما يكون بهذا اللفظ ونحوه مما يدل على طلب التعظيم لشأنه عليه الصلاة والسلام من الله عز وجل لقصور وسع المؤمنين عن أداء حقه عليه الصلاة والسلام.
وما جاء في الأخبار إرشاد إلى كيفية ذلك وصفته لا أنه تفسير للفظ {صلوا}، وجاء ذلك على عدة أوجه والجمع ظاهر فإن الكلمة المشتركة فيها وركنها: [اللهم على محمد وآل محمد].
وفي صدر الآية إخبار من الله تعالى بمنزلة نبيه الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم عنده عز وجل في الملأ الأعلى بأنه يثني عليه، وملائكته المقربون يصلون عليه وفيه تعظيم وتكريم للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بالأصالة، وتشريف للملائكة بالتبع، وذلك لأن إفراد الواحد بالذكر - كما قال علماء البلاغة - وهو لفظ الجلالة (الله) وعطف الغير وهو (ملائكته) عليه يوجب تفضيلا للمذكور على المعطوف، فكأنه تعالى شرف الملائكة بضمهم مع نفسه بواسطة صلواتهم على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وفي هذا من التنويه، والتعظيم من المنزلة عند