وكقوله صلى الله عليه وآله وسلم: [يا علي فمن ذا يلج بيني وبينك وأنا وأنت من نور واحد وطينة واحدة، فأنت أحق الناس بي في الدنيا والآخرة وولدك ولدي وشيعتك شيعتي وأولياؤكم أوليائي، وأنتم معي غدا في الجنة] (106).
ومما يؤكد هذا المعنى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رتب العقاب على من فعل ذلك بعدم نيل الشفاعة، أو ليس من أمته وإلا كيف يكون الإنسان خارجا عن الإسلام، محروما يوم القيامة من شفاعة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بمجرد أن يفصل بينه وبين آله ب [على] الحرف الجار في الصلاة، لا يعقل ذلك أبدا.
وعليه يكون الحديث خارجا عن موضوعا وقد يقال أيضا أن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أشار - وهو أفصح من نطق بالضاد - بقوله البليغ إلى تحريم الفصل بينه وبين أخيه وصنوه في الخلافة، والشهادة بالولاية، وفي الصلاة عليه حتى في هذا الحرف إن قصد (ادعاء) به ذلك معبرا عن حالة القائل المعتقد بالانفصال، نعم لا يصح ذلك إلا على المعنى الذي ذكرناه، ولذا يتضح لك أن حديث دهلوي المرسل زيد في صدره وكأنما أراد الناقل أن يشرح الحديث بذكر المحاورة بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وبين الرجل، وحرفت عبارة الحديث ب [على] الحرف الجار.
ياللغباء في نقله بهذه الصورة. لكن شاء الله أن يثبت للإمام علي صلوات الله وسلامه عليه هذا الفضل على ألسنتهم وفي كتبهم من حيث لا يشعرون والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله وعلى آله أيضا، وأما الشيعة فلم يمنعوا من إعادة حرف الجار ولم يلتزموا بذكر [على] ولا عدمه لجواز الطرفين (خلافا لمن اتهمهم بالتزامهم بعدم ذكر الفصل)، وورودهما في الأحاديث وهذه كتبهم وأدعيتهم المروية عن أهل البيت [صلوات الله وسلامه عليهم] مليئة بإعادته وليراجع من أراد التأكد الصحيفة السجادية، والمصباح، وفلاح السائل، وجمال الأسبوع، وجنة الأمان، والبلد الأمين وغيرها من كتب الأدعية يرى من الصلاة ما لا