الوجه الثاني: أن يبتدأ بالصلوات قبل الدعاء، وبعد حمد الله تعالى والثناء عليه كما رواه الترمذي في صحيحه وغيره، ج: 5، ص: 517 عن فضالة بن عبيد يقول سمع النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم رجلا يدعو في صلاته فلم يصل على النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم فقال النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم [عجل هذا ثم دعاه فقال له أو لغيره إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه ثم ليصل على النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ثم ليدع بعد بما شاء] [1].
وفي سير أعلام النبلاء، 17، ص: 114، أخبرنا أبو القاسم السبط أنبأنا خلف الحافظ أخبرنا أبو محمد عن أبي عمر الحافظ أخبرنا خلف بن القاسم حدثنا محمد بن موسى حدثنا أحمد بن علي بن شعيب حدثنا محمد بن حفص حدثنا جراح بن يحيى حدثنا عمر بن عمرو سمعت عبد الله بن بسر يقول قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم:
[الدعاء كله محجوب حتى يكون أوله ثناء على الله وصلاة على النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ثم يدعوه فيستجاب الدعاء به].
وفي تفسيره الشيخ أبي الفتوح الرازي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انه قال: [ما من دعا إلا بينه وبين السماء حجاب فإذا دعا العبد ولم يصل على في أوله عسى يرفع إلى الحجاب ثم يرد، وإذا صلى علي في أوله تصعد الصلاة فتفتق الحجاب وتصعد إلى السماء، ويتبعها الدعاء إلى دون العرش فهناك ترجى الإجابة] (196).