وإضافة عليه أن طلب هكذا نوع من الصلاة أي بمعنى الرحمة والمغفرة والبركة هي أقل مراتب الصلاة التي أشركهم الله مع نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم فإن من المعلوم أن صلاة الله وملائكته اشتراك معه في جنس صلاة الله وملائكته أي بفرد واحد من أفراد الصلاة.
وفي أسباب النزول [ص: 244] في قوله: {هو الذي يصلي عليكم وملائكته}:
قال: مجاهد لما نزلت {إن الله وملائكته يصلون على النبي} الآية قال أبو بكر:
ما أعطاك الله تعالى من خير إلا أشركنا فيه فنزلت: {هو الذي يصلي عليكم وملائكته}. انتهى [1].
الدليل الثاني: صلوات الله على الصابرين {وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} [البقرة: 157].
وإذا كان الله تعالى يثبت لأهل المصائب الصابرين عدة صلوات بمقتضى لفظ الجمع، فما المانع من إطلاق الصلاة عليهم وطلب ما أراده الله تعالى لهم من الصلاة وهي العناية الربانية والرعاية الإلهية وتهدئة نفوسهم في مقام الصبر.
وأهل البيت عليهم الصلاة والسلام هم المستضعفون المظلومون كما لا يخفى على المتتبع للتاريخ، وأقل ما يقال في حقهم: هي هذه الصلوات، وهذا يجوز بل يستحب الصلاة على عامة الصابرين والدعاء لهم فكيف على المقتولين والمسمومين في سبيل الله.
وقد ذكرنا في المقصد الثالث من البحث الثالث في نوع الصلوات الربانية أنها تعم الصابرين جميعا، وفي طليعتهم أهل البيت [صلوات الله وسلامه عليهم]، لأنهم أكبر مصداق لقوله تعالى: {وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة} على ما أصابهم،