الأمر السادس: إن الصلاة تزيد الداعي إيمان على إيمانه وهو يوجب المزيد من القرب إليه تعالى المقتضى للإحسان والفضل واستعداده للإفاضة وفي مجمع البحرين: [الصلاة على النبي أفضل من الدعاء لنفسه] ووجهه أن فيها ذكر الله وتعظيم النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ومن ذكره عن مسألة أعطاه أفضل مما يعطي الداعي لنفسه، ويدخل في ذلك كفاية ما يهمه في الدارين كما في الأحاديث المتقدمة.
الأمر السابع: إن الصلاة أفضل أنواع الأدعية المتضمنة للمعاني التي تصلح لكل داعي في مقامه وحسب حاله وما يقتضيه وضعه الظاهري والباطني من حوائج الدنيا والآخرة ولذا ورد في الحديث الشريف: [إن أفضل الدعاء: الصلاة على محمد وآل محمد، (صلى الله عليهم] (240).
وذلك لأن الصلوات قد تترك من آثارها خارجيا ما يمكن أن يكون سببا لتصحيح الحكمة من استجابة الدعاء وتحقق مضمونة فإن الدعاء قد يمنع حبا للعبد في مقام المصلحة وحينما يضم الصلوات يكون ذلك نوعا من تأهيل المحل، أو رفع المانع سواء يتعلق بالنفس أو بالناس أو غير ذلك وتؤيده الأحاديث الواردة في ترغيبه صلى الله عليه وآله وسلم أن يكون الدعاء كله صلاة عليه وآله.
الأمر الثامن: أن المقصود من إيجاد الثقلين وسائر الموجودات والقابل من فيوض الفائضة من بدو الإيجاد إلى ما لا نهاية من الأزمنة، والأوقات هو النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم أفضل الصلوات والسلام فلهم الشفاعة الكبرى في هذه النشأة والنشأة الأخرى وبواسطتهم تفاض الرحمات على جميع الورى إذ لا بخل في المبدأ وإنما النقص من القابل. وهم القابلون لجميع الفيوض القدسية والرحمات الإلهية، فإذا أفيض عليه فبلطفهم يفيض على سائر الموجودات، فإذا أراد الداعي استجلاب رحمة من الله سبحانه يصلي عليهم ولا يرد هذا الدعاء لأن المبدأ فياض والمحل قابل، وببركتهم يفيض على الداعي بل على جميع الخلق، كما إذا جاء أعرابي وهو غير مستأهل لشئ من