البحث الأول في [نزل الآية في الصلاة على محمد وآل محمد معا] وبعد أن عرفت معنى المتواتر، وأنه يعطي العلم والاطمئنان النفسي لقبول معنى الخبر وهو ممن يحتج به لإثبات المطالب العقائدية، والعبادية، فنقول: إن الآية الكريمة في مفهوم نزولها المتواتر وهي الصلاة الكاملة - كما يأتي - تشير إلى مطالب عدة:
المطلب الأول في:
[نزول الآية بأهل البيت في الأحاديث الصحيحة] فقد أوجب الله سبحانه الصلاة على محمد وآل محمد في ليلة المعراج على الأمة والأمر بالصلاة والتسليم على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم من خواص هذه الأمة فلم يؤمر الله تعالى أمة غيرها بالصلاة والتسليم على نبيها وجوبا، متعبدا إياهم بهذه العبادة العظيمة، وليس معنى هذا أن الصلاة كانت بداية فرضها في تلك الليلة بل كان تشريعها على أمته ووجوبها فيها بنزول الآية عليه.
وروي عن أبي ذر الهروي أن الأمر بالصلاة على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان في السنة الثانية من الهجرة من ليلة الإسراء. وقيل: كان في ليلة الإسراء، وأنت تعلم أن الآية مدنية (5)، هكذا قيل. ولكن يمكن أن تكون تأكيدا للوجوب كما هو الشأن في التسليم.
ويجب أن يعلم أن هذه الصلاة كانت ولا زالت عبادة الملأ الأعلى، وواسطة أزلية بأزلية المبدأ لعدم انفصال الفيض عن ذاته المقدسة. فخلق الملائكة وجعل استمرار فيضه عليهم واستدامة علة وجودهم بالصلاة على محمد وآل محمد، كما يأتي ذلك مفصلا.
وآن لنا أن نذكر الأحاديث التي رويت عن العامة في نزول هذه الآية في أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، فإن نزولها فيهم مما تواتر واشتهر حتى أنك ترى كل من كتب فيهم ذكر أنها من جملة الآيات التي نزلت بحقهم، وكان أهل البيت عليهم الصلاة والسلام يذكرونها في محاوراتهم، وحجاجهم، وإثبات فضلهم.