على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، فإن جميع الملائكة يكونون في خدمته في ذلك المقام منه انطباقا ومنهم تطبيقا. أما في التعبير الثاني وهو الصلاة على المؤمنين، فليس الأمر كذلك، إذ يقول: {هو الذي يصلي عليكم وملائكته}، فالله سبحانه يصلي على المؤمنين ثم يذكر أن الملائكة يصلون عليهم، فتعظيم الله للمؤمن في الصلوات ليس شبيها لتعظيمه سبحانه للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم [1].
وإليك ما روي عن أبي عبد الله الصادق عليه الصلاة والسلام في معنى ما تقتضيه الصلوات من الصلاة النورانية من الله تعالى ومن ملائكته في مقام التزكية تحلية أو تخلية على حسب حال المصلي: [اللهم سامك المسموكات، وداحي المدحوات، وخالق الأرض والسماوات، أخذت علينا عهدك واعترفنا بنبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأقررنا بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام فسمعنا وأطعنا، وأمرتنا بالصلاة عليهم فعلمنا إن ذلك حق فاتبعناه. اللهم إني أشهدك وأشهد محمدا، وعليا والثمانية حملة العرش، والأربعة الأملاك خزنة علمك إن فرض صلاتي لوجهك، ونوافلي وزكواتي وما طاب لي من قول وعمل عندك فعل محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين.
اللهم اقرر عيني بصلاته وصلاة أهل بيته، وأسألك اللهم أن توصلنيهم وتقربني بهم لديك كما أمرتني بالصلاة عليه، وأشهدك أني مسلم له ولأهل بيته عليهم السلام غير مستنكف ولا مستكبر.
فزكنا بصلواتك، وصلوات ملائكتك إنه في وعدك وقولك: {هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما * تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما} [الأحزاب: 43]، فأزلفنا بتحيتك وسلامك، وامنن علينا بأجر كريم من رحمتك، واخصصنا من محمد بأفضل صلواتك