وأما قوله: (وتركه أولى)، فلا معنى له بل الأولى إعادته في بعض الأحيان كما عرفت بأن كان المقام للتأكيد وقوله: (وأحوط)، فلا وجه له أيضا إلا إذا قيل لمخالفة أهل الخلاف فإن بعضهم ألزموا أنفسهم بإعادته في الصلاة على محمد وآل محمد، لكن هذا لا يقوله علمائنا لأنه اعتبار بلاغي وفصاحة كلام، ولا دخل له في مخالفتهم في المقام الفقهي، إلا إذا كان يشير بذلك إلى الصلاة في التشهد فالأحوط متجه لما سيأتي.
وقال في تفسير روح المعاني ما لفظه: إن أهل السنة التزموا إدخال [على] على [الآل] في الصلوات ردا على الشيعة فإنهم منعوا ذكر [على] بين النبي وآله، للحديث: من فصل بيني وبين آلي ب [على] لم ينل شفاعتي.
أقول: قد مر عليك أن الحديث مروي عنهم والذي ذكره هو حسن بن أمان الله الدهلوي في [تجهيز الجيش] وهو من العامة.
نعم ذكر الحديث من الخاصة العلامة النوري في مستدرك الوسائل قال: وجدت بخط فخر المحققين في أجوبته لمسائل السيد حيدر الآملي ما لفظه: فقد نقل عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: [لا تفرقوا بيني وبين آلي ب (على)] (104).
وهذا أيضا بلا سند بل لم يذكر له مصدر وكأنما منقول عن العامة، وإن صح هذا الحديث الذي نقله في المستدرك فإني لا أشك أن الحديث لم يرد على هذا المعنى بل حرف عندهم معنى، وعندنا استنساخا، والمقصود هو اسم الإمام أمير المؤمنين (علي) عليه الصلاة والسلام واختلط على الناسخ أنه [على] فالحديث رد على من لم يعتقد أن عليا عليه الصلاة والسلام من الآل فيفصله عن الآل ولم يعتقد أنه منهم وأفضلهم بأن قدم عليه في الخلافة غيره فالمعنى لا تفصلوا بيني وبين آلي بعلي مدعين أنه أجنبي تارة وأخرى ليس بيني وبينه قرابة بل هو أقرب الناس إلي وأحقهم بي، بل هو خليفتي بلا فصل وكقوله صلى الله عليه وآله وسلم لعائشة [لا تحولي بيني وبين علي] (105) في مطلق الفصل من العلاقة الخاصة بيني وبينه ومعية الولاية.