ويحسن بنا أن نكرر الحديث التالي الذي ذكره الفيض الكاشاني رضوان الله عليه في الوافي نقلا عن الكافي بسند صحيح عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام أنه قال: [إذا ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأكثروا الصلاة عليه، فإنه من صلى على النبي صلاة واحدة صلى الله عليه ألف صلاة في ألف صف من الملائكة، ولم يبق شئ خلقه إلا صلى على ذلك العبد لصلاة الله عليه، وصلاة ملائكته. فمن لم يرغب في هذا فهو جاهل، مغرور. قد برئ الله منه، ورسوله، وأهل بيته].
والمراد بألف صلاة من الله تعالى الصلوات الفعلية منه تعالى من أنواع الرحمات الخاصة المتتالية على هذا العبد، أي إن الله يوجب له ألف مرة الخروج من الظلمات إلى النور، فإن الإنسان يحتاج دائما وفي كل آن إلى توفيق رباني، ونور إلهي ليخرج من ظلمة الجهل والجهل في كل شئ إلى نور العلم، ومن ظلمة المعاصي (والإنسان معرض لها في كل آن) إلى نور العمل الصالح ومن ظلمة الرياء (والرياء يمكن أن يكون في كل عمل وقل من يسلم منه) إلى نور الإخلاص، إلى آلاف الحالات التي يمر بها الإنسان في اليوم الواحد بل في ساعة واحدة مما يحتاج إلى آلاف الصلوات النورانية والرحمة الإلهية والفيض المستمر.
كما وأن الإنسان في الحياة الدائمة والنعم الأخروية التي لا تحد بحد ولا تعد بعد والدرجات الغير المتناهية بحاجة أيضا إلى ما لا يعد من الحسنات والمثوبات فإن الحياة الآخرة غير محدودة وما ليس بمحدود بحاجة إلى مقومات غير محدودة.
ومما تكرر مرارا: أن الصلاة القولية فيها من أوسمة الخير ما لا يحصه محصي إلا أن العبد إذا قرن بالصلوات اعتقاده بالعمل بما جاء به محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين كانت الصلوات له وساما قوليا واعتقاديا وعمليا، وإلا كانت لفظية فقط لها بعض الآثار القشرية كالتبرك الظاهري مثلا، فليست الصلاة إلا حلقة وصل بيننا وبين عالم الغيب وبين نفوسنا ونفوس المجردة الطاهرة نستطيع من خلالها الاستزادة في مرحلة العلم والمعرفة وكل خير وتوفيق، وحينئذ يكون الحصول على آثار الصلاة من ناحية القابل لا