عليهم السلام هم كلمات الله العظمى فإن حياتهم أصل الطيب والبركة، كما وأن دعوتهم توجب الحركة ولا تجد حقا إلا وهم مصدره، ولا علما إلا وهم منبعه، فهم أغصان النبوة، وفروع الوحي، وأثمار الرسالة.
وقد أوضح النبي الأكرم عن هذا المعنى الذي رواه الفريقان ففي شواهد التنزيل، ج:
1، ص: 312، للحاكم الحسكاني بسنده عن عبد الرحمن بن عوف يقول: خذوا مني حديثا قبل أن تشاب الأحاديث بالأباطيل سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: [أنا الشجرة، وفاطمة فرعها، وعلي لقاحها، وحسن وحسين ثمرها، وشيعتنا ورقها، وأصل الشجرة في جنة عدن، وسائر ذلك في سائر الجنة] (36).
وقد ورد نظير هذا الحديث بعبارات مختلفة في مصادر الحديث عند أهل السنة كما وروي ذلك أيضا الخاصة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام.
ويستفاد من تعبير الحديث أن الشيعة (على حد تعبير الحديث) بمنزلة الأوراق التي هي غصون الشجرة وفاضلها، وليس من أصل الشجرة.
ومن البين أن نضارة الأوراق وطراوتها كلما كانت أقوى كان جمال الشجرة أكثر، وإذا اصفرت الأوراق أو سقطت حصل للشجرة نقص البتة فالشيعي إذا أطاع ربه عز وجل فيما أمر ونهى واعتدل وصفى كان سبب مباهاة الشجرة بها إلى الله سبحانه واستنار واعتدل وصفى ولطف وكمل، وعين هذه الخصال في الورق كمال الشجرة وبهاؤها وجمالها وبما فيها تباهي سائر الأشجار.
ومن هنا يتضح معنى حديث النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم [تناكحوا تناسلوا تكثروا فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة ولو بالسقط] (37)، وذلك لازدياد الشجرة النبوية من الأوراق المنورة من أولاد الشيعة. وما أجمل قول أبي يعقوب النصراني كما في بشارة المصطفى لعماد الدين الطبري: