السلام مثل ذلك، لأن الله جل وعز جعل دعاء أمته فيما يسألون ربهم جل ثناؤه موقوفا عن الإجابة حتى يصلوا عليه صلى الله عليه وآله وسلم، فهذا أكبر وأعظم مما أعطى الله آدم.
ثم ذكر عليه السلام في بيان ما فضل الله به أمته صلى الله عليه وآله وسلم: ومنها أن الله جعل لمن صلى على نبيه عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورد الله سبحانه عليه صلاته على النبي صلى الله عليه وآله وسلم (26).
أقول: وفي بعض الأخبار ورد ما يدل أن الصلاة بنية التعظيم لها آثار خاصة كما في مجالس الشيعة، والمآتم التي تعقد لذكر أبي عبد الله الحسين عليه السلام تذكر الصلوات بمجرد ذكر أحد أسماء النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وقد روي عنه الفريقان أنه قال: [من صلى علي صلاة تعظيما لحقي خلق الله تعالى من ذلك القول ملكا...
يقول الله تعالى صل على عبدي كما صلى على نبي محمد فهو يصلي عليه إلى يوم القيامة] (27).
أقول: ولعل الصلاة التعظيمية تكون سببا لصلاة ملائكية من نوع يناسب أن تصير جزاء لها بأن تكون صلاة تعظيمية وتشريفية للمصلين كما في اتخاذ الخليل خليلا وسجودهم لآدم عليه السلام: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون} [فصلت: 30].
المعنى الثاني: الذي تحمله الصلاة: (حسن الثناء) من الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم كما في القاموس.
وقد أعد أولى الأقوال في معناها ما عن أبي العالية أن معنى صلاة الله تعالى على نبيه ثناؤه وتعظيمه وصلاة الملائكة وغيرهم طلب ذلك لهم من الله تعالى والمراد طلب الزيادة لا طلب أصل الصلاة.