بين يدي البحث:
[اللهم صلي على محمد وآل محمد]: هو ذلك الذكر الخالد، والشعار العظيم والعبادة المحببة لكل شخص أحبت النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وآله وآمنت بهم وسارت على نهجهم.. ولكل من أطاع الله في وجوب المودة والطاعة لأهل بيته عليهم الصلاة والسلام فقد عرف المسلمون هذه الكلمة الطيبة والعبادة الربانية والشعار السماوي وأنشودة الملائكة في أفق القرآن منذ أن نطق الوحي بهذه الآية المباركة: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما).
أجل بنزول هذه الآية المباركة يحدد لنا صراط في مسيرة الحياة، ومسار في موقع التفضيل، ومحور في عالم المعرفة، ومنبع لتعرض الرحمة، واتجاه داخل حياة الإنسان وكيانه فوجه القران الأنظار إليهم، وسلط الأضواء على موقعهم الرائد ونهجهم الخالد وأبرز مقامهم في حياة الأمة ومنزلتهم في مقام القدوة ومقامهم السامي في موقع الأسوة..
لقد أثبت القرآن لهم أفضل درجات التفضيل، وأعلى مراحل الأهلية في الإقتداء، وأعظم مراتب القيادة، فقد أمر نبيه الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بإبراز مقامهم وفضلهم، ومنزلتهم في مجال المعرفة والتعبد بالدين الإسلامي فقال عز من قائل: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور) [الشورى: 23].
وخاطبهم بقوله عز وجل: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) [الأحزاب: 33].
وخصهم بعلمه وتأويل كتابه المنزل فقال عز من قائل: {فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) [الأنبياء: 7].
وقال: (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون) [آل عمران: 7]. إلى غيرها من الآيات التي تشير إلى تلك المقامات الربانية، والمواقع العلمية، وإن من يستقرئ القرآن الكريم، والسنة النبوية يجد: أن لآل محمد عليه وعليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام مقامات بارزة، ومواقع شامخة وفضائل ملكوتية ولعلي أستطيع أن أقول: إن أبرزها