الجواب الرابع عشر: أن التشبيه على حقيقته والمشبه به هو الصلاة على إبراهيم وآله من لدن خلق الدنيا، أو من لدن خلق إبراهيم عليه السلام إلى هذا الآن والصلاة على نبينا صلى الله عليه وآله وسلم في كل آن، وإن كان أفضل من الصلاة على إبراهيم عليه السلام في هذا الآن، لكن لا يبعد أن يقال: لما كان ظرف الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا الآن الجزئي فظرف الصلاة على إبراهيم عليه السلام مجموع الزمان الممتد الطويل الذي هذا الآن جزء صغير منه كانت الصلاة على إبراهيم عليه السلام في كل الأزمان أفضل من الصلاة على نبينا صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الآن.
أقول: هذا لا يمكن أن يتمشى في صلاتنا على نبينا صلى الله عليه وآله وسلم لما مر مرارا من سببية الصلاة المحمدية لكل صلاة باعتبار ضرورة صدور كل خير من الواسطة فضلا من أن تصح في الصلاة التي تنطلق منهم ولأن من آثارها استمرار العصمة والفيض في مقام النبوة والولاية وغيرها. ويؤيده صلواته على أهل البيت عليهم الصلاة والسلام ونزول آية التطهير في ذلك راجع الأحاديث في هذا المعنى في مطلب الكيفيات.
وفي مستدرك الحاكم، ج: 3، ص: 150، عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن أبيه قال لما نظر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرحمة هابطة قال: ادعوا لي ادعوا لي. فقالت صفية: من يا رسول الله؟ قال: أهل بيتي عليا وفاطمة والحسن والحسين فجئ بهم فألقى عليهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم كساءه ثم رفع يديه، ثم قال: [اللهم هؤلاء آلي فصل على محمد وعلى آل محمد]، وأنزل الله:
{إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}، قال الحاكم بعد نقل الحديث: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقد صحت الرواية على شرط الشيخين إنه علمهم الصلاة على أهل بيته كما علمهم الصلاة على آله.
أقول: ولا يخفى أفضلية الصلاة عليهم لأفضلية آثارها من طهارتهم بجميع مراحلها ووجوب عصمتهم وغيرها إن كان في آن واحد.