المقصد الثالث:
[معنى ياسين] من المناسب في المقام ذكر معنى كلمة {ياسين} الوارد في الآية الكريمة والذي يعني نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم كما هو المعروف لدى المفسرين والعلماء في قوله تعالى: {يس * والقرآن الحكيم * إنك لمن المرسلين} سورة يس (1 / 2 / 3) وإنما كتبت {يس} دون (ياسين) لأنها من الحروف المقطعة الواقعة في أوائل السور أي لابد أن تقرأ حروفا بأسمائها وقد ذكر لها معان عدة 1 - من جملتها أن هذه الكلمة (يس) تتكون من (يا) حرف النداء و (سين) أي شخص النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، ومعناها يا إنسان، أو يا أيها الإنسان.
روي عن الكلبي: أن (يس) هو معناه يا إنسان بلغة طي، أما كيف أصبح كذلك فقد علله ابن جني: ويحتمل عندي أن يكون اكتفى من جميع الاسم (الإنسان) بالسين بما فيه حرف النداء كقولهم (يا رجل) ونظير حذف بعض الاسم قول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: (كفى بالسيف شا) أي شاهدا فحذف العين واللام فكذلك حذف (هنا) من (إنسان) ألفان والعين ما بقي منه اسما قائما برأسه وهو السين فقيل: (يس) تقرأ ياسين. وهو شبيه بقول الشاعر [قلنا لها قصي لنا قالت قاف] أي وقفت (15).
وعلله الرازي: أن (يس) نداء معناه (يا إنسان)، وتقريره هو أن تصغير إنسان (انيسين) فكأنه حذف الصدر منه وأخذ العجز وقال (ياسين) أي (انيسين).
أقول: إن معنى (يس) كما قالوا: هو يا إنسان ولكن فليعلم أولا: أن النداء في آية سورة يس موجه إلى مخاطب معين يعني يا أيها الإنسان وهو النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لا انه كل إنسان كما تصور بعض أهل التفسير فقال: [ومنها أن المخاطب هنا هو الإنسان و (سين) إشارة له، ولكن هذا الاحتمال لا يحقق الانسجام