ولم يروي البخاري في هذا الباب إلا حديثين، الأول حديث أبن أبي أوفى رقم:
5998،: عن بن أبي أوفى قال: كان إذا أتى رجل النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم بصدقته قال: [اللهم صل عليه فاتاه أبي بصدقته فقال اللهم صل على آل أبي أوفى].
والثاني: هو حديث أبي حميد الساعدي رقم: 5999، مما يدل أن البخاري فهم من الحديث أن المعنى المقصود " بقرينة ضم الأزواج " هي الصلاة العامة التي يستحقها كل صالح كما قال تعالى: {هو الذي يصلي عليكم وملائكته} [1]. وهذا لا مانع منه في الدعاء في غير مقام التعبد وحديث أبي حميد يحمل عليه، لأنه يغلب على الظن تلفيقا منها لجواز ذلك ونحن نسأله تعالى متضرعين: [اللهم صل على محمد وآله وكل صالح ممن اتبعه من أزواجه وأصحابه والمؤمنين].
ولكن اقترانهن بالنبي الأكرم وآله صليهم الصلاة والسلام مورد تأمل بل يحتمل وضعه لعدم وروده في الأحاديث المتواترة، بالأخص عند ملاحظتك الأحاديث التي تصرح بإخراج أم سلمة رضوان الله عليها من أهل بيته الذين دعى لهم بالصلاة في مقام المعرفة والعصمة والطهارة وغيرها، وقد مر هذا المعنى في القسم الأول من الكتاب.
ويحتمل أن المقصود فيه المعنى التأويلي المجازي في الأهل والآل الذي من ضمنه أزواج النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم الصالحات المؤمنات التابعات له بإحسان وسيأتي أيضا في الصفحات المقبلة.
وعليه فالحديث يحتمل أن يكون ملفقا، وليس نصا نبويا فإن الكيفيات المتواترة ليس فيها ذكر للأزواج إلا حديثه، ولا يخفى ضعف سبكه بالقياس إلى تلك الكيفيات الواردة، عنه صلى الله عليه وآله وسلم، كما وهو خلاف ما عهد عليه النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم من تقديم ذريته على غيرهم حتى باللفظ.