أقول: لا يخفى تقييد المنتظر للصلاة بالنية الخالصة كما قال: لا يريد إلا الصلاة وكونه على طهارة ولم يؤذي أحدا. وصلاة الملائكة على المؤمن له موارد جدا كثيرة لا سيما على المصلي على محمد وآل محمد.
وفي تحرير هذه الأدلة لجواز الصلاة الواردة في تلك الموارد يقال: أن الملائكة مأمورة بذلك وعملها معصوم وإن لم يكن عملها في مورد الأسوة ولا مأمورين بالاقتداء بهم كما أورد ذلك البعض، إلا أنه يدل في أقل مراتبه على الجواز، ولا عبرة بمن قال أن [أحكام الملك خارج عن تكاليف البشر ولا يصح القياس عليها فيما يقولونه أو يفعلونه] فإننا نقول بالأولوية لا بالقياس أي إذا كان الله تعالى يأمر الملائكة وهم العباد المكرمون الذي لا يعصونه بالصلاة على المؤمن إذا تلبس بصفة خاصة ودعاءها أو قيامها بآثارها تحقيقا فمن باب أولى أن يدعو أحدنا ويصلي على ذلك المؤمن، مع أنه قد يقال أنه من المرغوب أن يتأسى الإنسان بالملائكة في العبادات في هكذا أعمال، ولعل هذا من أسرار ذكر عباداتهم في القرآن والأحاديث الشريفة، وقد يفهم ذلك من آية الصلوات في ذكر الملائكة: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} التأسي بهم في الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
الدليل العاشر: ما ورد عن ابن عمر من الصلاة على الميت، وقد رواه القاضي إسماعيل عن ابن عمر: أنه يكبر على الجنازة، ويصلي على النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ثم يقول: [اللهم بارك فيه، وصل عليه، واغفر له، وأورده حوض نبيك صلى الله عليه (وآله) وسلم] [1].
وإن قيل: أن قول ابن عباس يعارضه. قلنا: بل المعارضة ضعيفة لكثرة الأحاديث في جانب الجواز بل الاستحباب مع أنه يقال: يحمل قول ابن عباس على عدم جوازه الصلاة على غير الأنبياء في مقام التعظيم والتبجيل لا في مقام المغفرة والرحمة، والقرينة حالية في