أما إذا اتصف صاحب النسب النبوي بالإيمان والعمل الصالح فإنه يكون نور على نور له أثره الدنيوي والأخروي، وهذه خاصية في نسب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم إذا اجتمع مع الإيمان والتقوى دون غيره من الأنساب لو اجتمع كذلك.
وهنا يتضح تعليل النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الوارد من طريق العامة: [لا تصلوا علي صلاة مبتورة إذا صليتم علي بل صلوا على أهل بيتي، ولا تقطعوهم مني فإن كل نسب وسبب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي] أي أنهم مثلي في مقام الشفاعة، وأنهم بمرتبة من العمل الصالح والتقوى مما يؤهلهم لإيصال النفع والغفران، فمن أراد أن يحصل على النفع المزدوج مني ومن أهل بيتي فلتكن صلاته علي كاملة غير بتراء.
فإذا كان نسب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ينفع يوم القيامة مع أنه لا نفع لأي نسب (طبعا مع الإيمان والعمل كما هو المفروض في مصاديق الأهل والآل) ففي الدنيا حيث الأنساب تنفع بطريق أولى يلزم فائدة الصلاة على أقربائه وآله أي من حيث الآثار الوضعية والمنافع القهرية والفوائد الدنيوية أو غيرها لبعض آخر.
وفي مناسبة هذه المطالب يناسب ما رواه الترمذي في صحيحه وصححه ابن حبان عن ابن مسعود النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: [إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة] [1].
ولا يخفى أن الأولوية هنا يعني القرب والحشر معه وتحت لوائه، وهذا يقتضي أن تكون الصلاة في مقام العمل الصالح، وما توجبه الصلاة من إقامة الواجبات، وأداء الفرائض، والعقيدة بما فرضه الله تعالى من محبتهم وولايتهم..