المقتضي والمقتضى حاصل، فحينئذ المحل قابل ومستعد طالبا بلسان استعداه الفيض الخاص الذي يقتضي أن يكون محله في مرحلة خاصة من التهيؤ والقابلية، وهو مقام قاب قوسين أو أدنى.
وفي هذا المقام يكون التناسب على نحوين:
الأول: على نحو الاستعداد الذاتي في مقام التطبيق بين المصلى عليه والمصلي، فيكون النظر إلى مقام استعداد ذواتهم المقدسة في مقام عروجها لتقبل فيض الصلاة من فعل المصلي في مرحلة التشكيك من حيث القوة والضعف والزيادة والنقصان أي يكون ذلك في مقام الانكشاف والظهور.
والنحو الثاني: يكون في مقام الانطباق وهو مقام الفعلية والوصول إلى مرحلة التكامل في فعلية التجلي. أما فعلية صلاة الملائكة إنما قصد بها مرحلة التطبيق أي مرحلة التطبيق الفعلي مع عالم الفناء لا الانطباق الذي هو مرحلة الفعلية والتجلي بين المصلى عليه والمصلي.
ويكون اجتماع أنواع الصلوات بين الله تعالى وملائكته، والذي يفهم من الآية إشارة إلى وحدة الخطاب المشتركة بين الجميع ويكون الاختلاف بينها من حيث المتعلق بملاحظة نسبة التصلية بين المصلي والمصلى عليه في التجليات، كما ويكون فعلية صلاة الملائكة بين المصلي والمصلى عليه على نحو التطبيق للمصلي (أي الملائكة) في مقام الانطباق بالنسبة إلى المصلى عليه بالقياس إلى فنائه وعروجه الحقيقي مع الله تعالى. ولا يخفى أن التطبيق الذي كان بين فعل الملائكي وتجليه لأجل رفعة مقام عظمة المصلى عليه في مقام التصلية.
وقال الشيخ الفيض الكاشاني في تأويلاته ما معناه: الفرق بين صلاة الله وصلاة ملائكته يكون في مقام الجمع والتفصيل. فهو بالنسبة إلى الله أصل وكلي، ومن الملائكة فروع وجزئيات لوساطتها في إفاضة الحقائق، فصلاة المؤمنين وسلامهم تتفرع من صلاة الملائكة. انتهى.