(كما أنه لا يعلم فتجاور الله عنه) وب (ما) المصدرية نحو: {كما أرسلنا فيكم رسولا منكم} [البقرة: 151]. قال الأخفش: أي: لأجل إرسالي فيكم رسولا منكم فاذكروني وهو ظاهر في قوله تعالى: {واذكروه كما هداكم} [البقرة: 198] (144).
وعليه يكون المعنى: اذكروه لهدايته إياكم فما مصدرية، ثم أنه لا يخفى أن ورود (الكاف) للتعليل كما أثبتها بعض النحاة في بعض الموارد لا يقتضي أنها كذلك في كل مورد ترد فيه حيث لا يصلح ذلك في البعض الآخر كقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم} [البقرة: 183] وقوله:
{الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناهم} [البقرة: 146].
وأية علة تتصور في: [اللهم صل محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم]؟
بل إذا من الله تعالى على أحد من العالمين فذلك لأجلهم وبفضلهم كما لا يمكن بيان العلة التي من أجلها صلى تعالى عليهم إلا اللهم ربي إذا قيل أن ذلك لمجرد التعظيم فقط كما ذهب إليه الأكثر. كيف وقد علمت أن الصلاة هي لاستمرار فيضه تعالى وتواتر لطفه عليهم وعصمته لهم بالأخص إذا لاحظت دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأهل بيته عليهم الصلاة والسلام: [اللهم قد جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك على إبراهيم وآل إبراهيم، اللهم إنهم مني وأنا منهم فاجعل صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك علي وعليهم] فإن ذلك كان منه لإدامة الفيض ولاستمرار ما وقع منه تعالى لآل إبراهيم ومنهم آل محمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين.
وأسمح لنفسي أن أقول كلمة واحدة في ذلك: أن العلل التي شرعت الصلاة عليهم هو ما يقتضيه واسطة الفيض ولأجل إيصال النفع والخير إلى ما سوى الله تعالى وهذا القول يتضح بمراجعة كتابنا، وملاحظة ما ورد في مطلب: [أن كل شئ يصلي على محمد وآل محمد]، وكما في الحديث المذكور آنفا عن عبد العظيم الحسني قال سمعت علي بن