المطلب السادس في:
[لا يرفع الدعاء إلا بالصلاة على محمد وآل محمد] إن الصلاة على النبي الأكرم وآله صلى عليهم وسلم من الوسائل الفعالة في استجابة الدعاء، ومن فوائدها تأهيل الدعاء للوقوع موقع القبول، وذلك لأن اقترانه بها يكون لأمرين أولهما: أن النبي وآله عليهم الصلاة والسلام هم الوسائط بين الله تعالى وبين عباده في قضاء حوائجهم فلابد من التوسل بذكرهم.
وثانيهما: أن الصلاة والدعاء يعرضان مجموعا على الله تعالى وحيث أن الصلاة لا تحجب فالدعاء أيضا لا يحجب، والله تعالى أكرم من أن يقبل الصلاة ولا يقبل الدعاء المقترن بها فلابد أن يقبلهما جميعا وهو المطلوب.
ومن الطبيعي أن معنى القبول لا يعني الاستجابة الفورية فربما الاستجابة تتأخر في وقت تتحقق المصلحة والحكمة في ذلك وغاية ذلك استجابة الدعاء في مقام المصلحة والقابلية فيما يناسبه في زمان معين بوضع خاص أو لم يحرم من أجر الاستجابة وتعويض المطلوب بما هو أصلح بحاله وأولى أن يقضي له.
وقد ورد في أحاديث صحيحة عن العامة والخاصة في هذا المورد بل تتأكد في كل دعاء فعن موسى بن إسماعيل قال حدثني أبي عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [صلاتكم علي مجوزة لدعائكم، ومرضاة لربكم، وزكاة لأبدانكم] (193).
وفي أخرى: [وزكاة لأعمالكم] (194). وضم الصلوات في الدعاء تتصور على أوجه: