ولعل هو المقصود في ما رواه في البحار: أن الله تعالى أعطى للأمة ما أعطاه للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قال: ومما اختص به النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم) الصلوات قال له: {إن الله وملائكته يصلون على النبي} وقال لأمته:
{وهو الذي يصلى عليكم وملائكته}، وأيضا السلام، قال سبحانه وتعالى في ليلة المعراج: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، وقال لأمته: {وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة} [الأنعام: 54] (9).
وهو يحمل على نحو المشاكلة في اللفظ (الصلاة) فقط وفرد من المعاني دون الجميع وما يناسب مقام كل واحد منهم من المعاني التي ذكرت للصلاة، ولعل هو من باب رد الجميل وجزاء الإحسان بدل صلاتهم على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وناسب أن يكون رد الجميل بنفس اللفظ لكن بمعنى خاص، ولذا قال الرازي: لم يترك الله النبي عليه السلام تحت منة أمته بالصلاة حتى عوضهم منه بأمره بالصلاة على الأمة حيث قال:
{وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم} [التوبة: 103].
وإن شئت قل أن الأمة تشترك في الصلاة من حيث ما يناسب كل واحد منهم في مقام الهداية العامة أو الخاصة أو مقام الغفران أو البركة أو نور العلم.. هذا هو الظاهر من ظاهر الآية وتفسيرها الذي ذكره المفسرون، وأما التأويل والتفسير الباطني، والمقصود الأصلي من الآية فهو جميع المعاني المذكورة للصلاة المحمدية، ويكون حينئذ المراد هم أهل البيت عليهم الصلاة والسلام وذلك بلحاظ التأويل والمصداق الحقيقي والفرد البارز في الكلمة ومنتهى صدقها في شخصه.
وقد أشار المفسر السيد شرف الدين الأستر آبادي النجفي رضوان الله عليه في تأويل الآيات إلى هذا المعنى وقد تاقت النفس أن لا يخلو هذا الكتاب الشريف من أنفاسه الطاهرة فقد قال في تأويل الآية: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا * وسبحوه بكرة وأصيلا}: تأويله ما روي عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر