الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن علي قال قالوا: يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: [اللهم صلي على محمد وعلي آل محمد] (77).
ويفهم من طبق سياق آية الصلوات النهي عن الصلاة البتراء بل تحريمها أيضا لما تقتضيه من سخط النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، ولا شك أنها موجبة لإيذاء النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم المنهي عنه في آية الإيذاء الموجب للعقاب، والتي فيها إشارة (من إشاراتها) على هذا المطلب، وذلك لأن الصلاة البتراء مما تؤذي الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم لمخالفتها تعالى لطاعته، ومعصية لرسول صلى الله عليه وآله وسلم في أمره، ولذا رتب العقاب على ذلك في كثير من الأحاديث فقد ورد في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: [من صلى علي ولم يصل على آلي لم يجد ريح الجنة، وإن ريحها لتوجد من مسيرة خمسمائة عام] (78).
ويظهر من كثير منها أيضا ترتب العقاب علبها كقوله صلى الله عليه وآله وسلم المتقدم وفي الصحيح عن أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام قال: قال: النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم لعلي " صلوات الله وسلامه عليه ": [يا علي ألا أبشرك؟
فقال: بلى بأبي أنت وأمي فإنك لم تزل مبشرا بكل خير. فقال: أخبرني جبرئيل آنفا بالعجب]. قلت: ما الذي أخبرك يا رسول الله؟ قال: [أخبرني أن الرجل من أمتي إذا صلى علي وأتبع بالصلاة على أهل بيتي فتحت له أبواب السماء، وصلت عليه الملائكة سبعين صلاة، وأنه لمذنب خطأ. ثم تحات عنه الذنوب كما تحات الورق من الشجر، فيقول الله تبارك وتعالى: لبيك يا عبدي وسعديك يا ملائكتي أنتم تصلون عليه سبعين صلاة، وأنا أصلي عليه سبعمائة صلاة. فإذا صلى علي ولم يتبع بالصلاة على أهل بيتي كان بينها وبين السماء سبعون حجابا، يقول الله تبارك وتعالى: لا لبيك ولا سعديك يا ملائكتي لا تصعدوا دعاءه إلا أن يلحق بنبيي عترته " عليهم الصلاة والسلام "، فلا يزال محجوبا حتى يلحق بي أهل بيتي] (79).