ذلك من حيث التبعية لكن اختصاصهم بمعنى واحد وفرد من أفراد الصلاة أوضح في التخصيص والانفراد، بخلاف لو كانوا منضمين مع النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم. هذا بالنسبة لعباد الله الصالحين مطلقا أما ذريته فمبالغة التعظيم مطلوبة لهم وهي في التخصيص أبلغ منه في التبعية كما لا يخفى.
وقد قال أبو زكريا النووي في (الأذكار): واتفقوا على جواز جعل غير الأنبياء تبعا لهم في الصلاة، ثم ذكر هذه الكيفية: [اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وعلى أصحابه وأزواجه وذريته وأتباعه]، وقال: للأحاديث الصحيحة في ذلك، وقد أمرنا به في التشهد، ولم يزل السلف عليه خارج الصلاة أيضا [1].
ومن ذلك الأثر المعروف الذي ذكروه: [اللهم صل على ملائكتك المقربين وأنبيائك والمرسلين وأهل طاعتك أجمعين، من أهل السماوات والأرضين] (132).
أقول: ومن هنا يعلم جواز الصلاة على الملائكة إضافة على ما ذكر في المطلب السابق.
الدليل الثاني عشر: ما رواه الحاكم في مستدرك الصحيحين عن زيد بن ثابت أن النبي صلى اللهم عليه (وآله) وسلم علمه وأمره أن يتعاهد به أهله كل صباح: [... اللهم ما صليت من صلاة فعلى من صليت وما لعنت من لعنة فعلى من لعنت أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين] [2].