المطلب الثالث في:
[المقصود من: [الآل] و [الأهل] في الصلاة] يلفت نظرنا في الأحاديث المتواترة في كيفيات الصلاة أن سؤال الصحابة كان عن الصلاة على [أهل البيت]، و [آل محمد] مما يعرفنا أنهم فهموا أن هذه العبادة ترتبط بهم وتتعلق بمقامهم وفضلهم، ففي بعضها كحديث البخاري عن كعب: [كيف الصلاة عليكم أهل البيت...] وكان الجواب: [قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد...].
وذكر حديث البخاري الحاكم في المستدرك ج: 3، ص: 160، تحت رقم: [82408]، وقال معقبا الحديث بقوله: [وقد روى هذا الحديث بإسناده وألفاظه حرفا بعد حرف الإمام محمد بن إسماعيل البخاري عن موسى بن إسماعيل في الجامع الصحيح، وإنما خرجته ليعلم المستفيد أن أهل البيت والآل جميعا هم].
ورواه الطبراني في المعجم تحت رقم: [146513] في ج: 19، ص: 129.
وعقد النسائي في السنن الكبرى مجلد: 2، من ص: 148، بابا سماه: (باب الصلاة على أهل بيت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم وهم آله)، وروى فيه حديث كعب وفيه قال سألنا رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قلنا: يا رسول الله كيف الصلاة عليكم أهل البيت؟ قال: [قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد...].
وغيرها التي نقلناها في هذا الكتاب، كما وتكرر لفظ [آل محمد] في كل الكيفيات التي ذكرت سابقا إلا في حديث أبي حميد ذكر بدله أزواجه وذريته وقد ذكرنا السبب.
من هنا يجب علينا إكمالا للبحث تحديد معنى الآل والأهل والمقصود منهما في الأحاديث الواردة في كيفيات الصلاة على محمد وآل محمد، والذي يجب على الإنسان المؤمن أن يتعبد به، ولا يمكن أن يشرك في ذلك أحدا، إلا من باب الإلحاق بهم رجاء