3 - معرفتهم في مقام التوسل بهم إلى الله تعالى وأنهم وسائط لفيضه الذين قال الله فيهم: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون} [المائدة: 35]، وأنه لا يصدر الخير إلا منهم..
وفي هذا الصدد تقول السيدة فاطمة الزهراء عليها الصلاة والسلام كما في خطبتها بخصوص غصب فدك والتي ينقلها ابن أبي الحديد المعتزلي في شرحه على النهج، ج:
16، ص: 211: [واحمدوا الله الذي لعظمته ونوره، يبتغي من في السماوات والأرض إليه الوسيلة، ونحن وسيلته في خلقه..]. وفي تفسير أبي الفتوح الرازي، يروي عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: [إن بين رحمة الله وأبوابه، وبين العباد، حجابا، وأن ذلك الحجاب هو عبارة عن شخص الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، وأن العبد، إذا التجأ إلى عليه السلام، وتوسل به، وجعله وسيلة بينه، وبين ربه رفع ذلك الحجاب].
أقول: ولا يخفى أن الحجاب لا يتجاوزه ولا ينكشف عن دعاء لم يتضمن الصلاة الكاملة، وستأتي الأحاديث في ذلك منها ما في صحيح الترمذي، ج: 2، ص: 356:
حدثنا أبو داود سليمان بن سلم المصاحفي البلخي أخبرنا النضر بن شميل عن أبي قرة الأسدي عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب قال: [إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض، لا يصعد منه شئ، حتى تصلي على نبيك صلى الله عليه (وآله) وسلم].
هذا مجمل ما يمكن ذكره في هذا الاستطراد، وهناك المقامات الكثيرة في معرفتهم تحتاج إلى مصنف خاص فيها كمعرفتهم في مقام الفضائل في جميع العوالم، ومعرفتهم في مقام الغيب والشهادة، ومعرفتهم في مقام الولاية الإلهية والتكوينية والتشريعية والبرزخية والأخروية.. ومعرفتهم في مقام الأشباح والأنوار، ومعرفتهم في مقام الفيض والإفاضة..
إلى ما شاء الله ووسعت كل شئ رحمته.