الملأ الأعلى من الصلاة على محمد وآله، ثم إن التشبيه في الآية ليس في مقام طلب فعل حتى يلاحظ المشبه به.
الجواب العاشر: أن التشبيه وقع للمجموع بالمجموع أي أن المشبه به المجموع المركب من الصلاة على إبراهيم وآله ومعظم الأنبياء لا سيما نبينا وآله هم من آل إبراهيم والمشبه مجموع الصلاة على نبينا وآله. فإذا قوبل صلى الله عليه وآله وسلم وآله رجحت الصلاة على هؤلاء المجموع على الصلاة على آله فيكون حينئذ الفاضل من الصلاة على آل إبراهيم لمحمد فيزيد به على إبراهيم وآلهم.
أقول: وهذا مبني على المختار في الآل أنهم جميع الأتباع كما ذكرنا ذلك في المقصد الثالث من المطلب الثالث في ضمن البحث الخامس فراجع.
الجواب الحادي عشر: أن التشبيه على حقيقته ولا يلزم منه ذلك فإن نبينا والأكرم وآله صلى الله عليهم وسلم أجمعين أفضل في الواقع إلا أن هذه الصلاة هي إنشائية وليست خبرية حتى يلزم أفضلية غيرها أي يطلب فيها الإفاضة والزيادة غير متعرضة لفضل إبراهيم وآله.
وبيانه: أنه لا يتعلق الأمر والنهي والدعاء والإباحة والشرط والجزاء والوعد والوعيد والترجي والتمني إلا بالمستقبل فمتى وقع تشبيه بين لفظ دعاء أو أمر أو نهي أو أحدها مع الآخر فإنما يقع بالمستقبل، وعلى هذه خرج بعضهم الجواب عن السؤال المشهور في الصلاة بأن الدعاء إنما يتعلق بالمستقبل ونبينا الأكرم وآله صلى الله عليهم الصلاة والسلام كان في الواقع قبل هذا الدعاء أفضل من إبراهيم عليه السلام وهذا الدعاء يطلب فيه زيادة على هذا الفضل مساوية لصلاته على إبراهيم فهما وإن تساويا في الزيادة إلا أن الأصل المحفوظ خال عن معارضة الزيادة.
قيل في هذا الصدد: لا منافاة بين أفضلية النبي وآله عليهم الصلاة والسلام على سائر المخلوقات، ومساواة الصلاة عليه والصلاة عليهم.