المطلب العاشر:
[في معرفة مصاديق المأمور به] من الحري بالذي يعبد ويصلي أن يعرف معنى الكلمات التي يتلفظ بها ويخاطب بها رب العالمين من تكبيرة الإحرام إلى السلام ولو إجمالا، وإلا يكون جاهلا في مقام العبادة ومن تلك الكلمات هي الصلاة على آل محمد في التشهد، وهنا واجب على كل المسلمين معرفة مصاديق الآل ومن المقصودون به فيجب أن يعلم إن مصاديق المأمور به هم الذين عينهم النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في المطلب الأول (وقد عقدنا مطلبا خاصا في البحث الخامس في تعيين المقصود من كلمة الآل).
وهنا يجب أن نقول أنه يجب أن نعرفهم في مقام ولايتهم ونطلع على شخصياتهم من خلال منزلتهم عند الله تعالى وما يمثلونه من خلافتهم عنه عز وجل. فإنه لا بد لكل من وجبت عليه الصلاة من معرفتهم من حيث كان واجبا عليه الصلاة عليهم فان الصلاة عليهم فرع على المعرفة بهم ومن ذهب إلى أن ذلك مستحب فهو من جملة العبادة وإن كان مسنونا مستحبا، والتعبد به يقتضي التعبد بما لا يتم إلا به عن المعرفة، وفساد المعرفة هو الابتعاد عنهم وعدم معرفتهم، وفي مستدرك الوسائل عن الإمام جعفر بن محمد عليهما السلام قال في حديث: [وفساد المعرفة في ترك الصلاة على خير الأنام] (62)، في مقام المعرفة والتعبد والعقيدة.
وقال السيد المرتضى رضوان الله عليه في رسالته الباهرة في تعظيم العترة الطاهرة: دلنا الله على أن المعرفة بهم إيمان، والشك فيهم والجهل بهم كفران، وقد أجمعت الإمامية على وجوب معرفتهم، وهو حجة لدخول المعصوم فيهم، بل و يمكن الاستدلال بإجماع الأمة على وجوب معرفتهم، فإن أكثر الشافعية يوجبون في التشهد الأخير الصلاة عليهم فوجبت معرفتهم، والباقون استحبوها، فعلى الحالين هي من العبادة، وهذه فضيلة لم تحصل لغيرهم بعد جدهم، وقد غرس في القلوب مع اختلاف أديانهم عظم