قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات: 56]، وقال عز وجل: {يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان} [الرحمن: 33].
فالجن بناء على ذلك مكلفون بأوامر ونواهي، فمن أطاع رضي الله عنه وأدخله الجنة ومن عصى وتمرد فله النار، يدل على ذلك نصوص كثيرة ففي يوم القيامة يقول الله مخاطبا كفرة الجن والإنس موبخا مبكتا: {يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين} [الأنعام: 130]، ففي هذه الآية دليل على بلوغ شرع الله الجن، وأنه جاءهم من ينذرهم، ويبلغهم رسالة الله تعالى، ولذا صح العتاب والعذاب.
والدليل على أن الكفرة منهم سيعذبون في النار قوله تعالى: {قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون} [الأعراف: 38].
وقال في وصف المنافقين منهم: {ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون} [الأعراف: 179].
وقوله تعالى في دخول بعضهم النار: {ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين} [السجدة: 13].
والدليل على أن المؤمنين من الجن يدخلون الجنة قوله تعالى: {ولمن خاف مقام ربه جنتان * فبأي آلآء ربكما تكذبان} [الرحمن: 46، 47]، فإن الخطاب أي {تكذبان} هنا للجن والإنس لأن الحديث في مطلع السورة خطاب إليهما، وفي الآية