ولا يخفى أن هذا المعنى يستفاد من الأحاديث المستفيضة عن العامة والخاصة من كتب الحديث والفضائل ذكر منها الكثير صاحب البحار منها ما روي عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: [إن أشرف أعمال المؤمنين في مراتبهم التي قد رتبوا فيها من الثرى إلى العرش الصلاة على محمد وآله الطيبين صلى الله عليهم، واستدعاء رحمة الله ورضوانه لشيعتهم المتقين، واللعن للمتابعين لأعدائهم المجاهرين المنافقين] (37).
وفي الدر المنثور عند تفسير الآية ذكر قوله صلى الله عليه وآله وسلم: [قد كان في الله وملائكته كفاية ولكن خص المؤمنين بذلك ليثيبهم عليه].
أقول: ففي مقام الإفاضة في الصلاة الجمالية والجلالية والصلاة في مقام اللطف الرباني فيه عز وجل الغنى والكفاية فإنه منبع كل شئ، وكذا في مقام الإستفاضة للملائكة في التجليات الإلهية للفيض المنبسط والولاية العامة، وترقيهم نحو الكمال، وتوجههم إلى المبدأ من خلال النور الأول. وإنما أمر المؤمنين بها مثوبة إليهم، وقربة لهم، ورحمة عليهم وترقيا لهم في سفرهم نحو الكمال، وانكشافا لحالات ملائكية، ونفحات ملكوتية في أنفسهم، وتطهيرا لأرواحهم وعوالمهم..