ومن هنا يجب عليه أن يصلي على نفسه في الصلاة وخارجها، ويشهد [أن محمدا عبده ورسوله]، وليس ذلك ترفيعا، وإكبارا في الحقيقة بل هو وضع للشئ في موضعه فيكون تركه خلاف العدل.
وما أمر بأمر إلا وسبقنا بالعمل به في كل واجب ومستحب وقد ورد في الروايات الكثيرة أن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم كان مأمورا بالصلاة على نفسه وبالصلاة على أهل بيته عليهم الصلاة والسلام كما في حديث نزول آية التطهير فإنه طلب في تضرعه: الصلاة عليه وعلى أهل بيته، ثم نزلت هذه الآية. ففي مستدرك الحاكم، مجلد: 3، من ص: 148، عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن أبيه [عليهم السلام] قال: لما نظر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرحمة هابطة قال: ادعوا لي، ادعوا لي، فقالت صفية: من يا رسول الله؟ قال: أهل بيتي: عليا وفاطمة والحسن والحسين فجئ بهم فألقى عليهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم كساءه ثم رفع يديه ثم قال: [اللهم هؤلاء آلي فصل على محمد على آل محمد..]، وأنزل الله عز وجل:
{إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} [الأحزاب: 33]، هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
ومر في حديث أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [اللهم إن هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد إنك حميد مجيد]، قالت أم سلمة فرفعت الكساء لأخل معهم فجذبه وقال إنك على خير (87).
وفي المجتبى من السنن، ج: 3، ص: 241. [25557] عن عائشة قالت: كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم سواكه وطهوره فيبعثه الله عز وجل لما شاء أن يبعثه من الليل فيستاك ويتوضأ ويصلي تسع ركعات لا يجلس فيهن إلا عند الثامنة، ويحمد الله ويصلي على نبيه صلى الله عليه (وآله) وسلم، ويدعو بينهن ولا يسلم تسليما.