وأعظم ثناء الله عليهم هو ثناء الله الفعلي، وإظهار مراتبهم التي رتبهم فيها، (الذي هو أعلى مراتب صلاة الله وملائكته على محمد وآل محمد).
ويفهم من قول الإمام عليه السلام [أثنوا عليه وسلموا له]: أن أقل مصاديق الثناء عليهم هو تقديم المدح عند ذكر الصلاة كما في الصلوات المروية عن أمير المؤمنين ففي نهج البلاغة من خطبه له عليه السلام رقم: [72]، علم فيها الناس الصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم: [اللهم داحي المدحوات، وداعم المسموكات، وجابل القلوب علي فطرتها شقيها وسعيدها.
اجعل شرائف صلواتك، ونوامي بركاتك، علي محمد عبدك ورسولك الخاتم لما سبق، والفاتح لما انغلق، والمعلن الحق بالحق، والدافع جيشات الأباطيل، والدامغ صولات الأضاليل، كما حمل فاضطلع، قائما بأمرك، مستوفزا في مرضاتك، غير نأكل عن قدم، ولا واه في عزم، واعيا لوحيك، حافظا لعهدك، ماضيا علي نفاذ أمرك، حتى أوري قبس القابس، وأضاء الطريق للخابط، وهديت به القلوب بعد خوضات الفتن والآثام، وأقام بموضحات الأعلام، ونيرات الأحكام، فهو أمينك المأمون، وخازن علمك المخزون، وشهيدك يوم الدين وبعيثك بالحق، ورسولك إلى الخلق.
اللهم افسح له مفسحا في ظلك، وأجزه مضاعفات الخير من فضلك. اللهم وأعل علي بناء البانين بناءه، وأكرم لديك منزلته، وأتمم له نوره. واجزه من ابتعاثك له مقبول الشهادة، مرضي المقالة، ذا منطق عدل، وخطبة فصل.
اللهم اجمع بيننا وبينه في برد العيش وقرار النعمة، ومني الشهوات، وأهواء اللذات، ورخاء الدعة ومنتهى الطمأنينة، وتحف الكرامة].
أقول: يتبين جليا من هذه المقاطع ما قدمناه مما يأتي من مرجع الصلوات في آثارها إلى النبي صلى عليه وآله عليهم السلام كما وقد جاء في بعض الأحاديث أنه من